للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[إذا]

وهي في الغالب تكون " ظرفا للمستقبل مضمنة معنى الشرط، وتختص بالدخول على الجملة الفعلية .. قيل وقد تخرج عن كل من الظرفية والاستقبال ومنعى الشرط" (١).

فمن خروجها عن الظرفية ووقوعها مفوعلا به قوله (ص) لعائشة: " أني لأعلم إذا كنت راضية عني وإذا كنت علي غضبى" وذلك أنه يعلم زمن الرضا، والغضب لا أنه يعام شيئا حل في زمن الرضا والغضب والجمهور، على أنها لا تخرج عن الظرفية.

وقد تخرج عن الاستقبال فتستعمل للمضي كقوله تعالى: {يأيها الذين أمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالو لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم} [آل عمران: ١٥٦].

" لأن قالوا ماض فيستحيل أن يكون زمانه مستقبلا، ومثله قوله تعالى: {حتى إذا أتوا علي واد النمل} [النمل: ١٨]، {حتى إذا جاءوك يجادلونك} [الأنعام: ٢٥]، {حتى إذا بلغ بين السدين} [الكهف: ٩٣]، {حتى إذا ساوي بين الصدفين} [الكهف: ٩٦]، {حتى إذا جعله نارا} [الكهف: ٩٦]، {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انقضوا إليها} [الجمعة: ١١]، لأن الانفضاض واقع في الماضي.

وتجيء للحال كقوله تعالى: {والنجم إذا هوى} [النجم: ١]، {واليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى} [الليل: ١ - ٢]، وتستعمل أيضا للاستمرار كقوله: {وإذا لقوا الذين أمنوا قالوا أمنا} [البقرة: ١٤]، وقوله {لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض} فهذا فيما مضى لكن دخلت (إذا) لتدل على أن هذا شأنهم أبدا ومستمر فيما سيأتي كما في قوله:

وندمان يزيد الكأس طيبيا ... سقيت إذا تغورت النجوم (٢)


(١) مغني اللبيب ١/ ٩٢ - ٩٣
(٢) البرهان ٤/ ١٩٠

<<  <  ج: ص:  >  >>