للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الظرف. فالقدح يكون صغيرا وكبيرا. وكذلك الحب والدنـ، تقول (عندي حب عسلا) فالحب شبه مقدار لأنه ليس له سعة متفق عليها، فقد يكون صغيرا وكبيرا نحو القدح والدن.

وأما العدد فليس مقدارا عند كثير من النحاة، وذلك لأن المقادير تقع تمييزا له تقول: اشتريت اثنى عشر مثقالا ذهبا وأحد عشر لترا نفطا، فالوزن وقع تمييزا للعدد في الأولى، والكيل وقع تميبزا له في الثانية.

ولأنه يقال عندي مقدار رطل حنطة، ولا يقال عندي مقدار عشرين رجلا (١).

وسواء كان هذا أم ذاك، فتمييز العدد من تمييز الذات.

والقسم الآخر أن يقع بعد ما هو فرع له، وذلك نحو (اشتريت خاتما ذهبا) و (عندي بابٌ ساجًا) و (قميص كتانا) أي خاتم من ذهب، وباب من ساج، وقميص من كتاب. فالخاتم فرع من ذهب، والذهب أصل له، والباب فرع من الساج، والساج أصل له، وكذلك ما بعده.

٢ - المبين إبهام نسبة: وهو ما يبين إجمال نسبة شيء إلى شيء، وذلك نحو (حسن محمد خلقا) و (غزر أخوك علما) و (الفضة أنقي بياضا) و (الذهب أغلى ثمنا). فخلقا بين نسبة الحسن إلى محمد، فليس محمد مبهما، وإنما حسن محمد هو المبهم من أية جهة فهو فميز بالخلق، وكذلك غزاره أخيك ونقاء الفضة فهذا نسبة، وبعضهم يسميه مبينا لإبهام جملة، والصواب ما ذكرناه (٢)، لأنه قد تكون النسبة غير جملة، وذلك كأن تقول (عجبت من غزارة أخيك علما) و (عجبت من حسن محمد خلقا) فغزارة أخيك ليست جملة، وكذلك حسن محمد.

فتمييز الذات أو تمييز المفرد يزيل إبهاما وقع في ذات، أو مفرد، فقولك (عندي مثقال ذهبا) أزالت فيه كلمة (ذهب) الإبهام عن الوزن وحده، وقولك (في الصف


(١) التصريح ١/ ٣٩٦
(٢) الصبان ٢/ ١٩٤ - ١٩٥، وانظر الأشموني ٢/ ١٩٤

<<  <  ج: ص:  >  >>