للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٥ - من الملاحظ أنه في التركيب نستعمل لفظة (أحد) و (إحدى)، فتقول: أحد عشر وإحدى عشرة، ولا نستعمل لفظة (واحد) أو (واحدة)، وكذلك قبل ألفاظ العقود فتقول: أحد وعشرون، وإحدى وعشرون، وقد تقول واحد وعشرون، وواحدة وعشرون على قلة، فما أختلاف لفظة (أحد) عن لفظة (واحد)؟

[أحد وواحد]

تدل الأبحاث الحديثة على أن لفظة (أحد) أسبق وجودا من (واحد). في اللغات السامية وهي بمعنى الواحد، جاء في (التطور النحوي): " فأحد سامية الأصل وواحد مشتقة منها (١). ويقال للواحد المذكر في العربيات الجنوبية (أحد) وللمؤنث (أحدث) (٢).، وفي اللحيانية أحد للواحد المذكر، و (إحدى) للواحدة (٣).، وفي لغة النبط (حد) بمعنى " أحد وبمعنى الأول والواحد" (٤).

فلفظة (أحد) أقدم من (واحد) غير أن العربية خصصت لكل منهما معنى واستعمالا جاء في (التطور النحوي): " والفرق في المعنى بين (أحد) و (واحد) معروف وهو مثال ما قلناه من ان العربية تميل إلى التخصيص، فإستفادت من وجود شكلين للكلمة، فلم تستعملها مترادفين، بل فرقت بينهما وخصصت كل واحد منهما بمعنى ووظيفة، غير ما لصاحبه (٥).

إن لفظه (أحد) كما يرى النحاة على ضربين:

الأول أن يراد بها عموم العقلاء، فتلزم الأفراد والتذكير، وتقع بعد النفي، والنهي، والاستفهام، والشرط، وفي غير الموجب عمومًا (٦).، تقول (ما في الدار أحد) أي ما


(١) التطور النحوي ٧٩
(٢) تاريخ العرب قبل الإسلام ٧/ ١١٥
(٣) تاريخ العرب قبل الإسلام ٤/ ١٦٩
(٤) تاريخ العرب قبل الإسلام ٧/ ٣١٥
(٥) التطور النحوي ٧٩
(٦) انظر شرح الرضي على الكافية ٢/ ١٦٣ - ١٦٤

<<  <  ج: ص:  >  >>