للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن الاستعمالات المختلفة بين (أم) و (أو) قولك (ما أدري أأكل أم شرب) و (ما أدري أأكل أو شرب) فإن معنى الأولى أنك لا تدري أيهما فعل، وأما الثانية فمعناها أنك لا ترى فرقا بين أكله وشربه، والمعنى أنه أكل وشرب، لكنه لم يستكمل واحدًا منهما فلا يصح أن يعد أكله أكلا ولا شربه شربًا.

جاء في (الكتاب): " وتقول (ما أدري أقام أم قعد) إذا أردت: ما أدري أي ذاك كان. وتقول (ما أدري أقام أو قعد) إذا أردت أنه لم يكن بين قيامه وقعوده شيء كأنه قال: لا أدعي أنه كان منه في تلك الحال قيام ولا قعود، أي لم أعد قيامه قيامًا، ولم يستن لي قعوده بعد قيامه، وهو كقوله الرجل: (تكلم ولم يتكلم) (١).

ومنه قولهم: (ما أدري أأذن أو أقام) (اوما أدري أأذن أم أقام) فإذا قالها بـ (أو) كان معناه أنه فعلهما، ولم يستكمل واحدا منهما، وإذا قالها بـ (أم) فإنك لا تدري ماذا فعل (٢).

وأما (أم) المنقطعة فتقع بعد (هل) نحو قوله تعالى: {قل هل يستوي الأعمي والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور} [الرعد: ١٦]، ومعناها ههنا (بل)، وقد مر بحثها في باب العطف فلا داعي لاعادته.

[٣ - أم]

ونعني بها ههنا (أم) المنقطعة، وقد مرت في باب العطف، وسنوجز القول فيها هنان (أم) المنقطعة تفيد الإضراب على أية حال، ثم هي قد تتجرد له، وذلك نحو قوله تعالى: {قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور} [الرعد: ١٦]، والمعنى: بل هل تستوي الظلمات والنور.


(١) كتاب سيبويه ١/ ٤٨٣
(٢) انظر الخصائص ٢/ ١٦٩، ٢/ ٢٦٦ - ٢٦٧

<<  <  ج: ص:  >  >>