للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويترجح عندي أنهما اسمان مطلقا (١). سواء ورد بعدهما الاسم مجرورا أم مرفوعا وسواء وقع بعدهما اسم أم فعل، وهما مضافان إلى ما بعدهما، والله أعلم.

[الواو]

ونعنى بها واو القسم، وهي حرف جر يدخل على الأسماء الظاهرة، نحو قوله تعالى: {والتين والزيتون} [التين: ١] وقوله: {والليل إذا يغشى} [الليل: ١]، وقوله: {والله ربنا ما كنا مشركين} [الأنعام: ٢٣] ولا يدخل على الضمير، ولا يذكر معه فعل القسم، فلا تقول: أقسم والله كما تقول: أقسم بالله، ولا يتلقي بها القسم الاستعطافي والطلبي، فلا تقول: (والله هل فعلت) ولا (والله لا تفعل) كما في الباء، فإنك تقول فيه: (بربك هل فعلت) و (بربك لا تفعل).

[المعاني المشتركة]

تبين مما تقدم أن هناك معاني مشتركة تؤديها طائفة من حروف الجر، كالتعليل، والظرفية والبدلية والاستعلاء وغيرها.

فالتعليل مثلا يؤدي باللام، وبـ (من) والباء، و (في) غيرها

والظرفية تؤدي بـ (في)، والباء (وعلى) وغيرها، ونحو ذلك.

فهل يكون المعنى المشترك متماثلا في هذه الأحرف؟ هل التعليل باللام، والباء و (من) واحد؟ وهل الظرفية بالباء، و (في) و (على) واحدة؟ وقل مثل ذلك في سائر المعاني.

وقد ذكرنا قسما من هذه المعاني في مواطنها، وذكرنا فيها رأينا، والآن نذكر أشهر ما بقي منها.


(١) شرح ابن يعيش ٨/ ٤٥

<<  <  ج: ص:  >  >>