إن اسم التفضيل لا يتعدي بنفسه إلى المفعول، بل يتعدى بواسطة حرف الجر، فهو يتعدى إلى المفعول به عمومًا باللام، تقول (هو أطلب للثأر، وأضرب منك لزيد) وأصله يطلب الثأر ويضرب زيدًا، قال تعالى:{ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا}[الكهف: ١٢]، وأصله: يحصى ما لبثوا.
فإن اكن من فعل دال على علم أو جهل، عدي بالباء، تقول (هو أعرف به وأدري بكم وأجهل به) أي يعرفه ويدريكم ويجهله، قال تعالى:{ربكم أعلم بكم}[الإسراء: ٥٤]، وأصله يعلمكم، وهذه الباء قد تستعمل مع مفعول هذه الأفعال، فأنت تقول (هو يعلم به ويجهل به ويدري به). قال تعالى:{ألم يعلم بأن الله يرى}[العلق: ١٤].
وإن كان اسم التفضيل من فعل دال على الحب والبغض، عدي باللام إلى ما هو مفعول في المعنى وبـ (إلى) إلى ما هو فاعل في المعنى، تقول:(هم أحب الناس إلى خالد) أي أن خالدًا يحبهم. وتقول:(هم أحب الناس لخالد) أي هم يحبون خالدًا. قال تعالى:{والذين آمنوا أشد حبا لله}[البقرة: ١٦٥]، أي يحبون الله، ونقول (هم أبغض الناس إلى سعيد) أي أن سعيدًا ببغضهم، وتقول:(هم أبغض الناس لسعيد) أي هم يبغضونه.
وإن كان من فعل يتعدى إلى ثنين، عدي إلى أولهما باللام، وترك الثاني منصوبا نحو (هو أكسى الناس للفقراء الثياب).
وإن كان من فعل يتعدى بحرف جر عدي اسم التفضيل بذلك الحرف نفسه تقول:(هو أزهد في الدنيا وأسرع إلى الخير)(١).
(١) انظر شرح الأشموني ٣/ ٥٦، شرح الرضي ٢/ ٢٤٤، الهمع ٢/ ١٠٢