للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فهذا كما هو ظاهر استدلال باطل، وأن الضمير لا يعود على أل، وإنما يعود على الموصوف المحذوف أو على الاسم المذكور.

فأل حرف تعريف وليست اسما موصولا.

نعم إن (أل) الداخلة على الفعل، أو الجملة الإسمية، نحو (ما أنت بالحكم الترضي حكومته) هي اسم موصول بمعنى الذي وليست حرفا، ولا داعي لجعل الداخلة على الاسم نفسها، بل هما أداتان مختلفان، ألا ترى إن كان التشبيه تكون مرة حرفا، وتكون مرة اسمًا وكذلك عن وعلى وهكذا الأمر ههنا.

[من]

وتختص بأولى العلم سواء كانت موصولة، أو استفهامية، أم شرطية، أم غير ذلك، وذلك نحو قوله تعالى: {قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده} [يوسف: ٧٩]، وقوله: {فاستقم كما أمرت ومن تاب معك} [هود: ١١٢]، ولا يقع على غير العاقل إلا في مواضع:

أحدهما أن ينزل غير العاقل منزلة العاقل، نحو قوله تعالى: {ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له} [الأحقاف: ٥]، عبر عن الأصنام بـ (من) لتنزيلها منزلة العاقل لأنهم عبدوها. ونحوه قوله تعالى {وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه} [الإسراء: ٦٧]، ومن ذلك قول عباس بن الأحنف:

أسرب القطا هل من يعير جناحه ... لعلي إلى من قد هويت أطير

الثاني أن يجتمع غير العاقل مع العاقل في عموم، وذلك نحو قوله تعالى: {أفمن يخلق كمن لا يخلق} [النحل: ١٧]، فإن (من لا يخلق) عام في العاقل وغيره، وقوله: {ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض} [النور: ٤١]، فاجتمع غير العاقل مع العاقل في التسبيح وعبر عن الجميع بـ (من).

<<  <  ج: ص:  >  >>