للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أو توبيخ أو استفهام حقيقي، وأما (بل) فتستعمل للتقرير واليقين، وذلك نحو قوله تعالى: {أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون} [الطور: ٣٣]، وقوله: {أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك} [السجدة: ٣].

ولذا لا يحسن استعمال الواحدة مكان الأخرى، في مواطن كثيرة، فلا يحسن أن تقول في قوله تعالى: {ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء} [البقرة: ١٥٤]، (أم أحياء). ولا يحسن في قوله: {وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان} [المائدة: ٦٤]، أم يداه مبسوطتان ولا أو يداه. ولا يحسن في قوله: {وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا} [البقرة: ١٧٠]، (أم نتبع) ولا (أو نتبع).

وكذا لا يصح في قوله تعالى: {أم تريدون أن تسئلوا رسولكم كما سئل موسى من قبل} [البقرة: ١٠٨]، أن يقال (بل تريدون)، ولا في قوله: {أم له البنات ولكم البنون} [الطور: ٣٩]، أن يقال: بل له البنات، ولا في قوله: {أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون} [الطور: ٣٥]، أن يقال بل خلقوا من غير شيء.

ولو كانت (أم) و (أم) كـ (بل) في إفادة الإضراب لم يمتنع ذلك.

[لا]

وتفيد النفي وتعطف بثلاثة شروط:

الأول: أن يتقدمها أثبات، نحو (أقبل محمد لا خالد)، أو أمر، نحو (أهِنْ خالدًا لا سعدًا) أو دعاء نحو (غفر الله لبكر لا زيد) أو تخصيص، نحو (هلا تكرم محمدًا لا سالمًا) أو تمن نحو (ليت لي ولدًا لا بنتًا).

قال سيبويه: أو نداء نحو (يا محمد لا خالد).

الثاني: أن لا تقترن بعاطف، فإذا قلت: (ما جاء محمد ولا خالد) كانت الواو هي العاطفة و (لا) زائدة لتوكيد النفي.

<<  <  ج: ص:  >  >>