للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الحضرة) كالمعنى إذا قلت (هذا الذي يسكن في محله كذا) كقولك (هذا يسكن محله كذا) وليس ذاك إلا إنك في قولك (هذا قدم رسولا من الحضرة) مبتديء خبرًا بأمر لم يبلغ السامع، ولم يبلغه ولم أصلا. وفي قولك (هذا الذي قدم رسولا) معلم في أمر قد بلغه أن هذا صاحبه. فلم يخل إذن من الذي بدأنا به في أمر الجملة مع (الذي) من أنه ينبغي أن تكون جملة قد سبق من السامع علم بها. فاعرفه" (١).

ومن الواضح أن هذا الكل يخص العهدية. وقد ذكرنا أنها تكون غير عهدية أيضًا.

[اللذان]

للمثنى المذكر قال تعالى: {واللذان يأتيانها منكم فأذوهما} [النساء: ١٦].

[الذين]

لجماعة الذكور ويختص بالعقلاء قال تعالى: {والذين هم للزكاة فاعلون} [المؤمنون: ٤]، في حين أن مفرده وهو (الذي) يكون للعاقل (٢) وغيره تقول:

(رأيت الرجل الذي زاركم) و (قرأت الكتاب الذي اشتريته منك).

وقد تستعمل (الذين) لما ينزل منزلة العقلاء كقوله تعالى: {إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم} [الأعراف: ١٩٤]، فنزل الأصنام لما عبدوها، منزلة من يعقل (٣).

[الألى]

تستعمل للجمع مطلقا عاقلا كان أو غيره (٤) مذكرًا أو مؤنثا غير أن استعماله لجماعة الأناث قليل. تقول: (رأيت الألى هربوا) و (رأيت الألى هربن) قال الشاعر:

وتبلى الألى يستلئمون على الألى ... تراهن يوم الروع كالحدأ القبل


(١) دلائل الإعجاز ١٥٤ - ١٥٦
(٢) الأشموني ١/ ١٥٠، التصريح ١/ ١٣٢
(٣) الهمع ١/ ٨٣
(٤) انظر ابن عقيل ١/ ٧٢، حاشية الخضري ١/ ٧٢

<<  <  ج: ص:  >  >>