الأول أن تسأل عن الرؤية البصرية أو القلبية، كأن تقول: أرأيت سعيدًا اليوم؟ أو تقول: أرأيت الأمر كما أخبرتك؟
والثاني: أن يكون بمعنى (أخبرني)، وذلك نحو قوله تعالى {قل أريئتم إن اخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به}[الأنعام: ٤٦]، وقوله:{قال يقوم أرءيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون}[هود: ٢٨].
ومعنى هذا الفعل منقول من الرؤية إلى معنى الأخبار، فقولك مثلا: أرأيت إن أصبحت أميرًا ماذا أنت فاعل؟ معناه: أنظرت في هذا الأمر؟ فأنت تستخيره عما سألته عنه.
جاء في (شرح الرضي على الكافية): "وأما قولهم: (أرأيت زيدًا ما صنع) بمعنى (أخبرني) فليس من هذا الباب حتى يجوز الرفع في زيد بل النصب واجب فيه.
ومعنى (أرأيت) أخبر، وهو منقول من (رأيت) بمعنى (أبصرت) أو (عرفت)، كأنه قيل: أأبصرته وشاهدت حاله العجيبة، أو أعرفتها أخبرني عنها، فلا يستعمل إلا في الاستخبار عن حالة عجيبة.
وقد يؤتى بعده بالمنصوب الذي كان مفعولا به لرأيت نحو. أرأيت سعيدًا ما صنع. وقد يحذف نحو:{أرءيتكم إن أتاكم عذاب الله}(١)[الأنعام: ٤٠].