للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي شرح الرضي أنه لاعتقاد كون الشيء على صفة، اعتقادا غير مطابق نحو قولك: كنت اعده فقيرا فبان غنيا (١).

وهذا الفعل منقول من (عد) المحسوس الذي هو بمعنى الإحصاء، نحو قوله تعالى: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} [النحل: ١٨]، إلى المعنى القلبي، فعندما تقول: (كنت أعده فقيرا) يكون المعنى إني كنت أحصيه في جملة الفقراء.

[حجا]

قيل هو بمعنى (ظن) وذلك نحو قول الشاعر:

قد كنت أحجو أبا عمرو أخاثقة ... حتى ألمت بنا يوما ملمات (٢)

وهذا الفعل مأخوذ من (الحجا) وهو العقل والفطنة فإذا قلت: أحجو به خيرا أو قلت: حجوتك منجدا كان لمعنى أن هذا ما هداني إليه عقلي، وحجاي فقد يكون صحيحا وقد يكون غير ذلك.

[هب]

وهو فعل أمر لا يتصرف بمعنى أحسب وظن. تقول: هبني فعلت هذا الأمر أي احسبني واعددني. وهو غير (هب) الذي ماضيه (وهب) من الهبة. جاء في (لسان العرب): " تقول: هب زيدا منطلقا بمعنى إحسب، يتعدى إلى مفعولين، ولا يستعمل منه ماض ولا مستقبل في هذا المعنى.

ابن سيده وهبني فعلت ذلك أي احسبني واعددني ولا يقال: هب أني ولا يقال في الواجب (وهبتك فعلت ذلك) لأنها كلمة وضعت للأمر (٣).


(١) الرضي على الكافية ٢/ ٣٠٧
(٢) الأشموني ٢/ ٢٣، ابن عقيل ١/ ١٥٠، حاشية الخضري ١/ ١٥٠، حاشية التصريح ١/ ٢٤٨، الهم ١/ ١٤٨
(٣) لسان العرب - ظن ٢/ ٣٠٤، وانظر الأشموني ٢/ ٢٤، حاشية الصبان ٢/ ٢٤ =

<<  <  ج: ص:  >  >>