للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال البصريون: لو جاءهم نحوكم غلمانا لك؟ فالمنصوب حالا لا تمييز، والتمييز محذوف أي كم نفسا لك في حال كونهم غلمانا" (١).

وجاء في (الهمع) أن " كم الاستفهامية لا تفسر بالجمع، إنما هو بشرط أن يكون السؤال عن عدد الأشخاص، وأما إن كان السؤال عن الجماعات، فيسوغ تمييزها بالجمع، لأنه إذ ذاك بمنزلة المفرد، وذلك نحو (كم رجالا عندك)، تريدكم جمعا من الرجال إذا اردت أن تسأل عن عدد اصناف القوم الذين عنده، لا عن مبلغ اشخاصهم، ويسوغ باسم الجنس نحو (كم بطا عندك) تريدكم صنفا من البط عندك" (٢).

[كم الخبرية]

وكم الخبرية تكون بمعنى (كثير)، ويستعملها من يرد الافتخا والتكثير (٣).

وسميت خبرية لأنها لا تحتمل الصدق والكذب بخلاف الاستفهامية (٤)، وذلك أنك إذا قلت (كم رجل أكرمت) كنت قد أخبرته بأنك أكرمت رجالا كثيرين، وهذا يحتمل الصدق والكذب، وإن قلت (كم رجلا أكرمت) كان السؤال عن عدد الرجال الذين أكرمتهم، وهذا لا يحتمل الصدق والكذب.

قال ابن يعيش: (فإن أردت الخبر خفضت (رجلا) وقلت (بكم رجلٍ مررت) والفرق بينهما انه في الاستفهام يسأل عن عدد من مر بهم من الرجال، وفي الثاني يخبر أنه مر بكثير من الرجال فالمسألة الأولى تقتضي جوابا والثانية لا تقتضي جوابا (٥).


(١) الرضي على الكافية ٢/ ١٠٨
(٢) الهمع ١/ ٢٥٤
(٣) شرح قطر الندي ٣٣٦، شرح شذور الذهب ٥٤٦، التصريح ٢/ ٢٧٩
(٤) انظر الصبان ٤/ ٧٩، الأشموني ٤/ ٨٤، حاشية الخضري ٢/ ١٤٠، التصريح ٢/ ٢٨٠
(٥) ابن يعيش ٤/ ١٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>