للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والفرق بينها، وبين (لم) أن النفي بـ (لم) يكون متصلا ومنقطعًا في حين أن النفي بـ (لما) لا يكون إلا متصلا بزمن التكلم، وأن المنفي بـ (لما) فيه معنى التوقع، وذلك لأنها نفي لـ (قد فعل) و (قد) فيها معنى التوقع، وكذلك منفيها، فإنك إذا قلت (لما يحضر) فإن المعنى: لما يحضر بعد وهو متوقع حضوره، وأما (قد حضر) فإن معناه كان متوقعًا منه الحضور فحضر.

وقد سبق الكلام عليها وعلى (لم) بما فيه الكفاية، فلا داعي لإعادته ههنا.

[لن]

تدخل على الفعل المضارع فتنفيه نفيا مؤكدا وتخلصه للاستقبال، تقول: (لن أكلمه بعد اليوم)، وهي نفي لـ (سوف يفعل) أو سيفعل (١).، فإذا قلت (سوف أذهب إليه) أو (سأذهب إليه) ولا يجمع بينهما، فلا يقال: (سوف لن أذهب إليه) فإن (سوف) للإثبات و (لن) للنفي.

وهي لا تفيد التأبيد، بدليل قوله تعالى: {فلن أكلم اليوم إنسيا} [مريم: ٢٦]، فقد قيد عام الكلام بيوم واحد، وهو ينافي التأبيد (٢).

[ليس]

تدخل على الجمل الإسمية فتنفيها، وتكون لنفي الحال عند الإطلاق، نحو: (ليس أخوك حاضرا) أي الآن، وإن قيدت كانت بحسب ذلك القيد (٣).، وقد تكون للمضي نحو (ليس أخي قد سافر أمس) وقد تكون للاستقبال، وذلك نحو قولك: (لست ذاهبًا إليه غدا) قال تعالى: {ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم} [هود: ٨].

وقد تكون للاستمرار، وذلك كقوله تعالى: {وأن الله ليس بظلام للعبيد} [آل عمران: ١٨٢].


(١) كتاب سيبويه ١/ ٤٦٠ - ١/ ٦٨
(٢) انظر المغنى ١/ ٢٨٤
(٣) انظر شرح ابن عقيل ١/ ١١١، شرح الأشموني ١/ ٢٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>