للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السموات والأرض بل لا يوقنون} [الطور: ٣٦]، فجاء للاستفهام بـ (أم) وللتقرير بـ (بل).

وأما قوله: {أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين} [الزخرف: ٥٢]، فليست (أم) فيه بمعنى (بل) فيما أرى، وأنت تحس أن ثمة فرقا بين قولك (بل أنا خير من هذا الذي هو مهين) وقوله (أم أنا خير من هذا الذي هو مهين) فالأول كلام تقريري يقرر فيه فرعون الأمر، وأما الثاني ففيه معنى التعجب والتهكم، وفيه طلب مشاركة السامعين، في ذلك، ثم هي تحتمل الإتصال

جاء في (الكشاف) في هذه الآية (أم) هذه متصلة لأن المعنى: أفلا تبصرون أم تبصرون. إلا أنه وضع قوله (أنا خير) موضع (تبصرون) لأنهم إذا قالوا له: (أنت خير) فهم عنده بصراء وهذا من إنزال السبب منزلة السبب.

ويجوز أن تكون منقطعة على (بل أأنا خير)، والهمزة للتقرير وذلك أنه قدم تعديد أسباب الفضل والتقدم عليهم من ملك مصر وجري الأنهار تحته، ونادى بذلك، وملأ به مسامعهم ثم قال: أنا خير كأنه يقول: أثبت عندكم واستقر أني أنا خير وهذه حالي (١).

ويحتمل أن (أم) متصلة حذف المعطوف عليه وبقي المعطوف والمعنى: أموسى خير أم أنا خير منه (٢).

[أو]

وهي لأحد الشيئين، أو الأشياء ذكر لها المتأخرون معاني عدة أشهرها:

١ - الشك، وذلك إذا كان المتكلم شاكًا في الأمر نحو قوله تعالى: {لبثنا يوما أو بعض يوم} [الكهف: ١٩]، ونحو (رأيت محمدًا أو خالدًا) إذا كان شاكًا فيمن قد رأيته منهما.


(١) الكشاف ٣/ ١٠٠
(٢) انظر بدائع الفوائد ١/ ٢٠٦ - ٢٠٧

<<  <  ج: ص:  >  >>