للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - التعجب بتعبيرات معينة.

قد يتعجب بتعبيرات معينة أشهرها:

أ - التعجب بـ (كفى) وما بمعناها.

ويكون ذلك إذا زيد على مرفوعها الباء، نحو (كفي بمحمد شاعرًا) و (كفي بالشيب واعظًا) أي يكفيك وعظ الشيب عن غيره، والمعنى: ما كافي الشيب واعظا، وما أكفي محمدًا شاعرًا.

وذهب الزجاج إلى أن الباء زيدت في فاعل (كفى) لتضمنه معنى (اكتف) (١). وهو قريب من معنى التعجب.

قال ابن هشام: " لا تزاد الباء في فاعل كفى التي بمعنى أجزأ، وأغني ولا التي بمعنى (وقي) والأولى متعدية لواحد كقوله:

قيل منك يكفني ولكن ... قليلك لا يقال له قليل

والثانية متعدية لاثنين، كقوله تعالى: {وكفى الله المؤمنين القتال} [الأحزاب: ٢٥، ] .. ووقع في شعر المتنبي زيادة الباء في فاعل (كفى) المتعدية لواحد قال:

كفى ثعلا فخرا بأنك منهم ... ودهر لأن أمسيت من أهله أهل

ولم أر من انتقد عليه ذلك، فهذا أما لسهو عن شرط الزيادة، أو لجعلهم هذه الزيادة من قبيل الضرورة" (٢).

وقد تزاد في مفعول (كفى) المتعدية لواحد، دالة على التعجب أيضا، ومنه الحديث (كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع) وقوله:


(١) المغني ١/ ١٠٦
(٢) المغني ١/ ١٠٧

<<  <  ج: ص:  >  >>