ذلك في فعل مقدر وجوده، وإذا قلت:(ألست تفعل) فإنما تقول ذلك في فعل تحقق وجوده، والفرق بينهما أن (لا) ينفي بها المستقبل، فإذا دخلت عليها الألف صار تخصيصا على فعل ما يستقبل، و (ليس) إنما تستعمل لنفي الحال، فإذا دخلت عليها الألف صار لتحقيق الحال (١).
وقد ذكرنا سابقا أن (ليس) تكون لنفي الحال عند الإطلاق، وأما (لا) فليست مقيدة بزمن على الأرجح.
[لات]
تستعمل لنفي الحين خصوصا، كقوله تعالى:{ولات حين مناص}[ص: ٣]، وكقول الشاعر:
ندم البغاة ولات ساعة مندم
وقد مر الكلام عليها بما فيه الكفاية.
[غير]
اسم يفيد المغايرة يقع استثناء بمعنى (إلا) ويقع نفيا، وقد يكون اسما لمعنى المغايرة بلا دلالة على نفي أو استثناء.
فمن دلالته على الاستثناء، قولك (أقبل الرجال غير رجل واحد).
ونحو قوله تعالى:{لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدين في سبيل الله}[النساء: ٩٥]، في قراءة النصب، وقد مر هذا في باب الاستثناء.
ومن دلالته على المغيرة فحسب، من غير دلالة على استثناء أو نفي، قوله تعالى:{لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}[النساء: ٨٢]، وقوله:{إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله}[البقرة: ١٧٣].