للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قولهم: ما جاءت حاجتك؟ أي ما صارت؟ (١).

ولست أدري كيف يفسر معنى صار وأخواتها، من ذكر أن النقص في الأفعال، هو الدلالة على الزمن المجرد من الحدث.

إن معنى صار هو التحول والانتقال، وهذا هو الحدث بعينه فقولك: (صار زيد عالمًا) معناه حدث له أمر وحصل لم يكن قبلا، فهي تدل على الحدث والزمن كسائر الأفعال.

[ظل وبات]

الأصل أن يستعمل (ظل) لإفادة الحكم في النهار و (بات) لإفادة الحكم في الليل تقول: (ظل أخوك يفعل كذا) إذا فعله نهارًا و (بات يفعل كذا) إذا فعله ليلا (٢).

وقد يخرجان عن هذا الأصل فيستعملان "استعمال كان وصار مع قطع النظر عن الأوقات الخاصة، فيقال: ظل كئيبا وبات حزينًا، وأن كان ذلك في النهار، لأنه لا يراد به زمان، ومنه قوله سبحانه {وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودًا} [النحل: ٥٨]، والمراد أنه يحدث به ذلك ويصير إليه عند البشارة وأن كلا ليلا" (٣).

والظاهر أن استعمال (بات) لتخصيص الفعل بالليل، أكثر من استعال (ظل) لتخصيص الفعل بالنهار.

وقد وردت (ظل) في القرآن الكريم في ثمانية مواضع، ليس فيها موضع واحد تخصص الفعل فيه بالنهار، ما يدل على أن هذا الأصل قليل الاستعمال جدًا، قال تعالى: {وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودًا وهو كظيم} [النحل: ٥٨].


(١) سيبويه ١/ ٢٤، التسهيل ٥٣، الرضي على الكافية ٢/ ٢٢١ - ٢٢٢، الأشموني ١/ ٢٢٩، الهمع ١/ ١١٢، حاشية الخضري ١/ ١١٢
(٢) ابن يعيش ٧/ ١٠٥، درة الغواص ١٣
(٣) ابن يعيش ٧/ ١٠٦، الأشموني ١/ ٢٢٦ - ٢٣٠، التصريح ١/ ١٩١، ابن عقيل ١/ ١١١، الرضي على الكافية ٢/ ٣٢٦، الهمع ١/ ١١٤، حاشية الخضري ١/ ١١٤ - ١١٥

<<  <  ج: ص:  >  >>