للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الترخيم]

وفيه لغتان (١): لغة من ينتظر، ولغة من لاينتظر، فتقول (يا أحمَ) في نداء (أحمد) على لغة من ينتظر، و (يا أحمُ) على لغة من لا ينتظر، ولا يتعلق بذلك أثر في المعنى لأنهما لغتان، واللغة الأولى أكثر استعمالا (٢).

أما الغرض من الترخيم:

١ - فقد يكون للفراغ من النداء بسرعة، للإفضاء إلى المقصود وهو المنادى له، جاء في (شرح الرضي على الكافية): " الترخيم في المنادى دون غيره لكثرته ولكون المقصود في النداء هو المنادى له فقصد بسرعة الفراغ من النداء الأفضاء إلى المقصود بحذف آخره اعتباطًا" (٣).

٢ - إظهار أن المتكلم عاجز عن إتمام بقية المنادى لضعفه، عن ذلك بمرض، أو نحوه فيقول مثلا (يا خال) مناديا (خالدًا)، كأنه لا يستطيع اتمام بقية الاسم، وهذا يحصل كثيرا في حياتنا اليومية، فأننا نسمع المريض أحيانا ينادي أبنه او أخاه، أو صديقه فلا يتم اسمه كأنه يعجز عن ذلك.

٣ - قد تقتضي الضرورة الشعرية هذا الحذف ليستقيم الوزن كقوله:

أفاطم لو شهدت ببطن خبت ... وقد لاقى الهزير أخاك بشرا

وقوله:

أصاح ترى برقا أريك وميضه ... كلمع اليدين في حبي مكلل


(١) انظر كتاب سيبويه ١/ ٣٢٩ - ٣٣٣، شرح ابن يعيش ٢/ ٢١، الهمع ١/ ١٨٤، التصريح ٢/ ١٨٨
(٢) انظر الهمع ١/ ١٨٤، التصريح ٢/ ١٨٨
(٣) شرح الرضي على الكافية ١/ ١٦٠

<<  <  ج: ص:  >  >>