(أقبل الطلاب) فإن هذا القول يحتمل أن المقبلين هم أكثر الطلاب، وليس فيه تنصيص على قصد العموم، والإحاطة، فإذا أردت التنصيص على قصد العموم، رفعت هذا الاحتمال فتقول: جاء الطلاب كلهم أو جميعهم، أو أجمعون، أو نحو ذلك فيفيد الإحاطة والشمول.
ألفاظ هذا التوكيد:
يؤكد لهذا الغرض بالألفاظ الدالة على العموم، وأشهرها هي:
[كل]
وهو اسم يفيد الاستغراق والإحاطة بالأفراد والإجزاء، تقول (كل ظالم مبغوض) فإنه يفيد الاستغراق أفراد الظالمين، قال تعالى:{كل أمريء بما كسب رهين}[الطور: ٢١]، فهذا استغراق وإحاطة بجميع الأفراد وتقول:(كل البشر محاسب) فهذا استغراق لأفراد البشر.
فإذا أضيفت إلى نكرة أفادت استغراق كل فرد الجنس، وإذا أضيفت إلى معرفة، فإن كانت المعرفة عامة استغرقت كل الأفراد، كما في قولنا (كل البشر محاسب) وإذا كانت معهودة استغرقت كل الأفراد المعهودين، نحو (أقبل كل الطلاب) فهو استغراق لطلاب مخصوصين.
وقد تستغرق الإجزاء نحو قولك (أكلت كل تفاحتك) أي كل أجزائها، فإذا قلت (أكلت كل تفاحك) كان المعنى أنك أكلت كل أفراده.
جاء في (المغنى) في هذه اللفظة " اسم موضوع لاستغراق أفراد المنكر، نحو {كل نفس ذائقة الموت}[آل عمران: ١٨٥]، والمعرف المجموع نحو:{وكلهم آتيه يوم القيامة فردًا}[مريم: ٩٥]، وإجزاء المفرد نحو (كل زيد حسن) فإذا قلت (أكلت كل رغيف لزيد) كانت لعموم الأفراد، فإن أضفت الرغيف إلى زيد صارت لعموم أجزاء فرد واحد (١).