للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

و (كل) تضاف إلى النكرات وإلى المعارف، وقد تقطع عن الإضافة لفظا وينوي معناها فإذا أضيفت إلى نكرة روعي معناها، إن كان مؤنثا أو مذكرا مفردا أو غيره، تقول (كل رجل اهداني كتابا) فعاد الضمير عليها مفردًا مذكرا (وكل امرأة أهدت قرطا) فعاد الضمير عليها مفردًا مؤنثا، وتقول (كل رجلين ذهبا في طريق) و (كل فريق ذهبوا في واد).

جاء في (المغني): " واعلم أن لفظ (كل) حكمه الأفراد والتذكير، وأن معناها بحسب ما تضاف إليه، فإن كانت مضافة إلى منكر وجب مراعاة معناها، ولذلك جاء الضمير مفردًا مذكرا في نحو {وكل شيء فعلوه في الزبر} [القمر: ٥٢]، {وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه} [الإسراء: ١٣] .. ومفردا مؤنثا في قوله تعالى: {كل نفس بما كسبت رهينة} [المدثر: ٣٨]. ومجموعا مذكرا في قوله تعالى: {كل حزب بما لديهم فرحون} [المؤمنون: ٥٣] (١).

وإذا أضيفت إلى معرفة فقالوا يصح مراعاة اللفظ والمعنى، فتقول (كل أخوتك ذاهب) والمعنى كل منهم ذاهب. (وكل أخوتك ذاهبون) جاء في (المخصص): " إن (كلا) لفظ واحد ومعناه جميع، ولهذا يحمل مرة على اللفظ ومرة على المعنى، فيقال كلهم ذاهب وكلهم ذاهبون (٢).

وقيل بلا يعود الضمير عليها من خبرها إلا مفردًا مذكرًا (٣).

فإن قطعت عن الإضافة لفظًا جاز مراعاة اللفظ والمعنى، قال تعالى: {كل آمن بالله} [البقرة: ٢٨٥]، وقال: {كل كذب الرسل} [ق: ١٤]، وقال: {كل له قانتون} [البقرة: ١١٦]، وقال: {وكل في فلك يسبحون} [يس: ٤٠]، فأفرد مراعاة للفظ (كل)، وجمع مراعاة لمعناها قال ابن هشام: " والصواب أن المقدر يكون مفردا نكرة،


(١) المغني ١/ ١٩٦ - ١٩٧
(٢) المخصص ١٧/ ١٣١
(٣) المغني ١/ ١٩٩

<<  <  ج: ص:  >  >>