للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جاء في (شرح ابن يعيش): " اعلم أن اللفظ إذا كثر في السنتهم وأستعمالهم، آثروا تخفيفه، وعلى حسب تفاوت الكثرة يتفاوت التخفيف، ولما كان القسم مما يكثر استعماله ويتكرر دوره، بالغوا في تخفيفه من غير جهة واحدة (١).

عمرك الله:

هذا التعبير يستعمل قسما وغير قسم، فمن استعماله في القسم قولك (عمرك الله) لأفعلن بفتح الهاء، وقد يستعمل في قسم السؤال، فيقال (عمرك الله لا تفعل) قال:

أيها المنكح الثريا سهيلا ... عمرك الله كيف يلتقيان

هي شامية إذا ما استقلت ... وسهيل إذا استقل يماني (٢).

قالوا: ومعنى - عمرك الله، استحلفك بتعميرك الله، أي: باقرارك له بالبقاء (٣). فيكون (العمر) على هذا مصدرا والأصل عمرك الله تعميرا، فحذفت الزوائد من المصدر.

وقد يكون على غير هذا المعنى، فلا ينتصب على المصدر، ولا يكون قسما، وذلك نحو قولك: (عمرك الهل ما فعل فلان) فيكون التقدير في نحو هذا (اسأل عمرك الله) أي أسأل الله أن يعمرك، فيكون (عمرك) مفعولا أول، و (الله) مفعولا ثانيا، والمعنى (اسأل الله أن يطيل عمرك).

جاء في (لسان العرب): " وقول عمر بن أبي ربيعة:

عمرك الله كيف يجتمعان.

يريد سألت الله أن يطيل عمرك (٤).


(١) شرح ابن يعيش ٩/ ٩٤
(٢) شرح الرضي على الكافية ١/ ١٢٧ - ١٢٨
(٣) انظر لسان العرب عمر، ٩/ ٢٨٠، شرح الرضى على الكافية ١/ ١٢٧ - ١٢٨، شرح ابن يعيش ٩/ ٩١
(٤) لسان العرب / عمر، ٩/ ٢٨٠، شرح الرضي ١/ ١٢٨، شرح ابن يعيش ٩/ ٩١، الهمع ٢/ ٤٥

<<  <  ج: ص:  >  >>