للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أما دخول ما بعدها في حكم ما قبلها فالأكثر فيه الدخول إلا إذا كانت هناك قرينة تدل على خلاف ذلك (١). فقولك (أكلت السمكة حتى رأسها) الرأس مأكول، وقولك (أنه ليصوم الأيام حتى يوم الفطر) يوم الفطر غير داخل في الصوم.

[رب]

ذهب سيبويه إلى أن (رب) بمعنى (كم) الخبرية، أي أنها تفيد التكثير، جاء في الكتاب، واعلم أن كم في الخبر بمنزلة اسم يتصرف في الكلام غير منون .. والمعنى معنى (رب) وذلك قولك (كم غلام لك قد ذهب) .. واعلم أن (كم) في الخبر لا تعمل إلا فيما تعمل فيه (رب) لأن المعنى واحد، إلا أن (كم) اسم و (رب) غير اسم بمنزلة من (٢).

وذهب أكثر النحاة إلى أنها حرف يفيد التقليل، جاء في (المقتضب): " ورب معناها الشيء يقع قليلا" (٣).

وذهب آخرون إلى أنها تفيد التكثير كثيرا، والتقليل قليلا، جاء في المغنى: وليس معناها التقليل دائما خلافا للأكثرين، ولا التكثير دائما خلافا لابن درستويه وجماعة بل تردد للتكثير كثيرا، وللتقليل قليلا.

فمن الأول {ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين} [الحجر: ٢]، وفي الحديث (يارب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة) ..

ومن الثاني قول أبي طالب في النبي صلى الله عليه وسلم:


(١) المغني ١/ ١٢٤، الهمع ٢/ ٢٢
(٢) كتاب سيبويه ١/ ٢٩٣ - ٢٩١
(٣) المقتضب ٤/ ١٣٩، وانظر الأصول ١/ ٥٠٧، شرح ابن يعيش ٨/ ٢٦، المغنى ١/ ١٣٤

<<  <  ج: ص:  >  >>