نعم الفتاة فتاة هند لو بذلت ... رد التحية نطقا أو بإيماء
ومن النثر ماحكي من كلامهم (نعم القتيل قتيلا، أصلح بين بكر وتغلب)(١).
ويدل إضمار الفاعل وتفسيره بالتمييز على أن الفعل خرج من الخبر إلى معنى آخر، كالتعجب أو إنشاء المدح والذم، تقول (حسن شعرًا قاله محمد) و (فشلت خطة وضعها سالم) فهذا يفيد التعجب، بمعنى (ما أحسن شعرًا قاله محمد) و (ما أفشل خطة وضعها سالم) أو يفيد إنشاء المدح والذم، ولا يفيد الأخبار بحسن الشعر، وفشل الخطة ولو صرحت بالفاعل بدل التمييز، فقلت (حسن شعر قاله محمد) و (فشلت خطة وضعها سالم) لاحتمل أن يكون إخبارا بذلك، أي يكون إخبارا بأن شعرًا قاله محمد قد حسن، وإن خطه وضعها سالم قد فشلت واحتمل المعنى الأول أيضا.
فالتمييز الذي يفسر الفاعل، ينقل الفعل من دلالة الأخبار، إلى دلالة الإنشاء.
وقد مر شيء من هذا في باب الفاعل.
[نعما وبئسما]
تتصل بـ (نعم) و (بئس)(ما) فيقال: (نعم ما) و (بئس ما) وقد تدغم ميم (نعم) في ميم (ما) فيقال: (نعما) قال الله تعالى: {إن الله نعما يعظكم به}[النساء: ٥٨]، وقال:{إن تبدوا الصدقات فنعما هي}[البقرة: ٩٠]، وقال:{بئسما يأمركم به إيمانكم}[البقرة: ٩٣].
واختلف في (ما) هذه على قولين:
الأول: أنها تمييز بمعنى (شيء)، فقوله تعالى:{إن الله نعما يعظكم به} معناه: نعم شيئا يعظكم به.