تدخل الباء على المتعجب منه كثيرا من ذلك دخولها دخولا لازمًا بعد صيغة (أفعل) فيقال (أكرِم بخالد)، ولولا هذه الباء لم يعرف أن المقصود به التعجب، فلو قيل: أكرم خالدًا لم يكن فيه معنى التعجب، فالباء عينت أن المقصود به التعجب.
وتدخل كثيرا في صيغ اخرى من صيغ التعجب، فقد تدخل على فاعل (فعُل) المحول إلى التعجب نحو (حسن بخالد) و (كرم به) ودخولها على الفاعل في نحو هذا يدل على أن المقصود بالفعل التعجب، فإذا حذفت أحتمل الكلام التعجب وغيره.
وتدخل في فاعل (كفي) فيفيد الفعل التعجب نصًا، نحو:{وكفى بالله وكيلا}[الأحزاب: ٤٨]{كفي بنفسك اليوم عليك حسيبا}[الإسراء: ١٤]، / أي ما أكفاها، ولو حذفت الباء لم يكن الفعل نصا في التعجب، فإذا قلت:(كفاك محمد) و (كفاك الماء) و (كفيك الأمر) لم يكن تعجبا، وكذا إذا قلت:(كفي الزمن واعظًا) لم يكن الفعل نصا في التعجب بل يحتمل التعجب وغيره، ونحوه قول الشاعر.
كفي الشيب والإسلام للمرء ناهيا
وهذا لا يكون في (كفى) وحدها، بل في غيرها أيضا، فيقال" نهاك بمحمد رجلا (١). على معنى التعجب.
وقد تدخل هذه الباء في أساليب أخرى تفيد التعجب، نحو (ناهيك به رجلا) و (حسبك به رجلا) فإذا قلت (حسبك درهم) لم يكن فيه معنى التعجب، وكذا إذا زدت الباء في (حسب) فقلت (بحسبك درهم) فإنه ليس تعجبا، بل هي مزيدة للتوكيد ومنه الأثر (بحسب ابن آدم من الدنيا لقيمات يقمن صلبه) فإذا دخلت على الخبر كان الكلام تعجبا نصا نحو (حسبك بخالد شاعرًا).