للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأما قوله: {إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله} فمعناه عني معنى ما في الآية الأولى أي: الله أعلم بأحوال من ضل كيف كان ابتداء ضلاله، وما يكون من مآله أيصر على باطله، أم يرجع عنه إلى حقه (١).

وعلى هذا فهي ليست زائدة تؤدي معنى زئدا، فقولك (عرفت أخاك) يختلف عن قولك (عرفت بأخيك) فعرفت أخاك معناه عرفت شخصه أو حقيقته.

و(عرفت بأخيك) معناه أنك عرفت حاله، كأن يكون هناك أمر حصل له من ربح أو خسارة أو مرض أو تقدم وما إلى ذلك، وليس معناه أنك عرفت شخصه.

وكذلك قولك (سمعته) و (سمعت به) فقولك (سمعت خالدا) يتعلق بالمسموع من صوته وحركته، وأما (سمعت به) فمعناه أنك سمعت بحاله من تقدم وتأخر، أو كسب وخسارة أو هدى وضلال، وما إلى ذلك.

وهكذا بقية ما يذكره النحاة، والأصل أنه أدى إذا الحرف معنى زائدًا لا يفهم من حذفه فليس زائدًا.

[التاء]

التاء حرف قسم وهو مختص بلفظ الله تعالى، ولا يكاد يذكر مع غيره إلا نادرًا، قال تعالى {وتالله لأكيدن أصنامكم} [الأنبياء: ٥٧]، وقال: {تالله تفتؤا تذكر يوسف} [يوسف: ٨٥]، وفيها معنى التعجب، جاء في (الكتاب):

" والحلف توكيد وقد تقول تالله وفيها معنى التعجب" (٢).

وجاء في (الكشاف) في قوله تعالى: {تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض} [يوسف: ٧٣]، " تالله قسم فيه معنى التعجب، مما أضيف إليهم" (٣).


(١) درة التنزيل ١٢٨ - ١٢٩
(٢) كتاب سيبويه ٢/ ١٤٤، وانظر المقتضب ٤/ ١٧٥، وشرح ابن يعيش ٨/ ٣٤
(٣) الكشاف ٢/ ١٤٧

<<  <  ج: ص:  >  >>