للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقال: (أحسن الذي كانوا يعملون) فجاء للعام بـ (ما) وللخاص بـ (الذي).

ونظير هذا قوله تعالى: {والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المقتون لهم ما يشاءون عند ربهم، ذلك جزاء المحسنين ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون} [الزمر: ٣٣ - ٣٥].

[أي]

وهي مبهمة ويتعين معناها بالمضاف إليه، فقد تستعمل للعاقل وغيره، فمن استعمالها للعاقل قوله تعالى: {ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا} [مريم: ٦٩]. ومن استعمالها لغير العاقل قولك (كل أي الطعام يعجبك).

و(أيّ) تكون استفهامية، وشرطية، وصفة، وموصولة، ويتميز كل منها عن الآخر بالاستعمال فإذا قلت مثلا (علمت أيهم هو قائم) بنصب (أي) كانت موصولة لا غير، وإذا قلت (علمت أيهم هو قائم) بالرفع كانت (أي) استفهامًا، لأن الاستفهام له صدر الكلام فلا يعمل فيه ما قبله.

وتقول: (أيهم سألت أجابك) فإن قلتها بالرفع كانت موصولة وكان مفعول (سألت) محذوفا والتقدير (أيهم سألته أجابك) وحذف مفعول الصلة كثير، وفعل الصلة لا ينصب الموصول، وأن قلتها بالنصب كانت شرطًا.

وقد تحتمل (أيّ) أكثر من معنى، فقد تحتمل الموصولة، والشرطية، في نحو قولنا (أيّ الرجال سألته أجابك). وتحتمل الموصولة والاستفهامية في نحو قولنا: (علمت أيهم قائم) ونحو قوله تعالى: {ولتعلمن أينا أشد عذابًا وأبقى} [طه: ٧١].

ثم إن أيا ملازمة للإضافة في كل أحوالها التي ذكرناها، فإن كانت موصولة أضيفت إلى المعرفة، وإن كانت صفة أضيفت إلى النكرة نحو (مررت برجل أي رجل) وإن كانت شرطية أو استفهامية صحت إضافتها إلى النكرة والمعرفة، وقد ينوي المضاف إليه نحو (مررت بأي هو أفضل).

<<  <  ج: ص:  >  >>