فالذي يبدو أن قولهم (كان ذلك على عهده) معناه أن الحدث مختص بأمر من أمور الدولة، أو بما هو من شأنها، كأن تقول (جمع المصحف على عهد أبي بكر) و (بنيت البصرة على عهد عمر) و (فتحت عمورية على عهد المعتصم) كأن العهد حمل هذه الاعمال، وقام بها، ولا تقول (بنيت دارا على عهد الواثق) ولا (سافرت إلى البصرة على عهد المتوكل) لأن ذلك ليس من شأن الدولة.
وأما (في) فهي لعموم الظرفية، فتقول:(بنيت دارا في زمن المتوكل) و (تزوجت في عهد فلان) و (انتصر الروم على الفرس في عهد الرسول وفي زمن الرسول) لأن الحدث ثم في ذلك الوقت، ولا تقول على عهده لأنه لم يفعله وهو ليس من شأن حكومته صلى الله عليه وسلم. فإن عهده لم يتحمل هذه المسألة.
فـ (على) للاستعلاء وذلك أنها تفيد أن الحكم إضطلاع بالأمر أو هو من شأنه أن يفعله والله أعلم.
[زيادة (ما)]
تزاد ما بعد طائفة من حروف الجر، وزيادتها على ضربين:
١ - كافة عن الجر نحو: ربما سعيت إلى حتفك وأنت لا تعلم.
٢ - غير كافة، نحو قوله تعالى:{عما قليل ليصبحن نادمين}[المؤمنون: ٤٠].
ما الكافة.
وتدخل على رب والكاف، ونحو قوله تعالى:{ربما يود الذين كفروا لو كان مسلمين}[الحجر: ٢]، ونحو (كن كما أنت) ونحو قوله:
وأعلم أنني وأبا حميد ... كما النشوان والرجل الحليم.