للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[كي]

ومعناها السببية، قال تعالى: {فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن} [القصص: ١٣]، وعند النحاة أنها إذا سبقت باللام، فليست حرف تعليل، بل التعليل مستفاد من اللام، وذلك نحو {لكيلا تأسوا على ما فاتكم} [الحديد: ٢٣]، لأنها لو كانت حرف تعليل لم يدخل عليها حرف تعليل (١).

ويبدو لي أنها تعليلية على كل حال، سواء أفردت أم سبقت باللام، يدل على ذلك أنها لا تستعمل إلا في مقام التعليل، أما قولهم إن حرف التعليل لا يدخل على حرف التعليل فلا أراه سليما، وذلك أن اللفظين اللذين يفيدان معنى واحدا قد يقترنان كما في التوكيد، نحو قوله تعالى، {فسجد الملائكة كلهم أجمعون} [الحجر: ٣٠]، فـ (كلهم) توكيد و (أجمعون) توكيد، ونحو (جاء أخوك بنفسه) فالباء زائدة للتوكيد و (نفسه) توكيد، ونحو (جئت أنا نفسي)، ونحو (لا لا أذهب)، وكما في التشبيه نحو (ليس كمثله شيء) فـ (الكاف) للتشبيه و (مثل) للتشبيه في قول، ونحو قول الشاعر:

فصيروا مثل كعصف مأكول

وكقولنا (هي كمثل البدر)، وهذا مثله.

ويدل على ذلك أيضا أن كلا من (كي) واللام مستعمل في التعليل في اللغات السامية والعربية الجنوبية. فيقابل (كي) في العبرية ki (٢) . والكاف في العربية الجنوبية (٣). وكذلك اللام فهي تدخل على المضارع في اللهجة الثمودية، وفي العربية الجنوبية لتبين العلة. (٤).


(١) انظر المغني ١/ ١٨٢، الهمع ٢/ ٥
(٢) التطور النحوي ١٣١/ ١٣٢
(٣) تأريح العرب قبل الإسلام ٧/ ١٣٦
(٤) تاريخ العرب قبل الإسلام ٧/ ٢٠٧ - ١٣٦

<<  <  ج: ص:  >  >>