للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جاء في (بدائع الفوائد): " إن الواو تقتضي تحقيق الوصف المتقدم وتقريره في الكلام متضمنا لنوع من التأكيد من مزيد التقرير.

وبيان ذلك بمثال نذكره مرقاة إلى ما نحن فيه، إذا كان رجل مثلا له أربع صفات هي (عالم وجواد وشجاع وغني) وكان المخاطب لا يعلم ذلك أو لا يقر به ويعجب من إجتماع هذه الصفات في رجل فإذا قلت (زيد عالم) وكان ذهنه استبعد ذلك فتقول: (وجواد) أي وهو مع ذلك جواد، فإذا قدرت استبعاده لذلك قلت (وشجاع) أي وهو مع ذلك شجاع وغني فيكون في العطف مزيد تقرير وتوكيد لا يحصل بدونه تدرأ به توهم الإنكار " (١).

[حذف النعت]

يجوز حذف النعت إذا علم وذلك كقوله تعالى: {وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا} [الكهف: ٧٩]، أي كل سفينة صالحة فحذف النعت وأبقى المنعوت فإنه أن لم يقدر ذلك فلا فائدة في خرقها. ومنه قول المرقش الأكبر:

ورب أسيلة الخدين بكر ... مهفهفة لها فرع وجيد

فحذف النعت وأبقي المنعوت أي فرع فاحم أو نحو ذلك وجيد طويل وإلا فكل امرأة لها فرع وجيد أن قصد بذلك مطلق الفرع والجيد (٢). فلا فائدة في التشبيب.

وقد تحذف الصفة وتدل عليها حال المتكلم، وللنغمة الصوتية أثر في إيضاحها، ولك كأن تقول (هو رجل) فتقوى اللفظ وتطيل الصوت وتفخمه، فتدل بذلك أنه رجل عظيم ونحو ذلك، وتقول (عنده مال) فتفخم كلمة (مال) وتمد صوتك بها فتغني أنه عنده مال كثير، وتقول (عنده مال) وتزوي وجهك وتغير النعمة، فيدل ذلك على أن عنده شيئا قليلا من المال ونحو ذلك (٣).


(١) بدائع الفوائد ١/ ١٩١
(٢) انظر التصريح ٢/ ١١٩
(٣) انظر الخصائص ٢/ ٣٧٠ - ٣٧١

<<  <  ج: ص:  >  >>