للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: {وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا} [يونس: ٣٦]، وقوله: {ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء} [الفتح: ٦]، وقوله: {يا أيها الذين أمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم} [الحجرات: ١٢].

ألا ترى أنه لا يحسن ههنا وضع الحسبان؟ فدل ذلك على ما ذهبنا إليه.

[خال]

قالوا هو بمعنى (الظن) يراد به الاعتقاد الراجح كقولك: خلت سعيدًا أخاك، وقد يأتي لليقين بمعنى (علم) كقوله:

دعاني الغواني عمهن وخلتني ... لي اسم فلا ادعى به وهو أول (١)

وهذا الفعل ليس بمعنى الظن تماما، وإنما هناك اختلاف بينهما، فـ (خال) مشتق من الخيال (٢)، والخيال يأتي لمعان قال الراغب: " أصل الخيال القوة المجردة كالصورة المتصورة في المنام، وفي المرأة، وفي القلب، ثم استعمل في صورة كل أمر متصور، وفي كل دقيق يجري مجرى الخيال.

قال: والخيال قوة تحفظ ما يدركه الحس المشترك من صور المحسوسات بعد غيبوبة المادة، بحيث يشاهدها الحس المشترك كلما التفت إليه (٣).

" والخيال حيال الطائر، يرتفع في السماء فينظر إلى ظل نفسه فيرى أنه صيد، فينقض عليه، ولا يجد شيئا وهو خاطف ظله .. وتخيل الشيء له تشبه .. والخيال والخيالة ما تشابه لك في اليقظة والحلم من صورة .. وربما مر بك الشيء يشبه الظل، فهو خيال يقال تخيل لي خياله .. وخيل إليه أنه كذا على ما لم يسم فاعله من التخييل والوهم (٤) ".


(١) ابن عقيل ١/ ١٤٩، الأشموني ٢/ ٢٠، ابن الناظم ٧٩
(٢) الهمع ١/ ١٥٠
(٣) تاج العروس ٧/ ٣١٤
(٤) لسان العرب ١٣/ ٢٤٤ - ٢٤٥

<<  <  ج: ص:  >  >>