وأما على المفعول به، أي: أجعل الله قعيدك، أي: تذكر أن الله معك، كما يقال في الدارجة:(أجعل الله بين عينك إذا تكلمت) فيكون الغرض من هذا التعبير، تحذير المخاطب وتخويفه الله الذي لا يفارقه، وليس مرادا به القسم.
هذا إذا كانا منصوبين.
أما إذا كانا مرفوعين، أي (قعدك الله) و (قعيدك الله) فهما مبتدأ وخبر، والمعنى: الله مقاعدك، وهذا دعاء محض، ليس فيه قسم، والمعنى: جليسك الله، أي الله قاعد معك يحفظك ويرعاك.
جاء في (القاموس المحيط): " وقعدك الله ويكسر، وقعيدك الله ناشدتك الله وقيل كأنه قاعد معك بحفظه عليك أو معناه بصاحبك، الذي هو صاحب كل نجوي (١).
أو قد يكون أخبارا القصد منه تحذيره المخاطب، وتخويفه الله الذي لا يفارقه، فيكون المعنى: الله معك، وهو مقاعدك، فراقبه فيما تقول: أو تفعل، على ما ذكرناه في النصب، والله أعلم.
[وقوع (لا) قيل القسم]
تقع (لا) قبل فعل القسم كثيرا وحصوصا قبل الفعل (أقسم) فيقال (لا أقسم) قال تعالى: {فلا أقسم بالشفق}[الأنشقاق: ١٦]، وقال:{لا أقسم بهذا البلد}[البلد: ١]، كما تقع قبل القسم من غير فعل القسم، وذلك كقوله تعالى:{فلا وربك لا يؤمنون}[النساء: ٦٤].
وحيثما أقسم الله في القرآن الكريم ذاكرا فعل القسم (أقسم)، جاء بـ (لا) قبله فلم يقل مرة: أقسم بكذا، بل كل ما ورد (لا أقسم) قال تعالى: {فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم إنه لقرءان كريم}[الواقعة: ٧٥ - ٧٧].