للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وللجمع (أولاء) ممدودة أو مقصورة. وتلحقها ها التنبيه، فتكون للقرب نحو {ثم أنتم هؤلاء} [البقرة: ٨٥]، وتلحقها الكاف، فتكون للبعد نحو {أولئك الذين هدى الله} [الأنعام: ٩٠]، وأكثر ما تستعمل للعاقل، وقد تستعمل لغيره قليلا وذلك نحو قوله: (١)

ذم المنازل بعد منزلة اللوى ... والعيش بعد أولئك الأيام

ويراد به عند ذاك القلة فإذا أريدت الكثرة جيء بهذه أو تلك " قال الله تبارك وتعالى {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك} [الإسراء: ٣٦]، لقلتهن، ولم يقل (تلك) ولو قيلت لكان صوابًا". (٢)

وهنا وثم:

وهما ظرفان يشار بهما إلى المكان، ولا يشار بهما إلى غير المكان، أما أسماء الإشارة الأخرى، أعني ذا وما تفرع منها بها إلى المكان وغيره. (٣) جاء في (حاشية الخضري): " واعلم أن المكان والزمان لا يشار إليهما من حيث كونهما ظرفين إلا بهذه الأدوات [هنا. ثم. هنا] فهي في محل نصب على الظرفية، أما من غير تلك الحثيثة فلا يشار بها بل بغيرها نحو هذا مكان طيب، وذاك زمان الربيع" (٤).

يعني إن المكان إذا كان ظرفا فيشار إليه بههنا، أو ثم، ولا يشار بغيرهما، فيقال (هنا أقام الجيش) ولا يقال (هذا أقام الجيش) إما إذا لم يكن المكان ظرفا، فيشار إليه بالأسماء الأخرى نحو (هذا مكان طيب) فهذا مبتدأ وليس ظرفا فإذا قلت (هنا مكان طيب) كان (هنا) ظرفا.


(١) انظر شرح ابن عقيل ١/ ٦٨، حاشية الخضري ١/ ٦٨
(٢) معاني القرآن للفراء ١/ ٤٣٥
(٣) انظر شرح ابن يعيش ٣/ ١٣٧، الرضي على الكافية ٢/ ٣٤
(٤) حاشية الخضري ١/ ٦٩

<<  <  ج: ص:  >  >>