فهلهل أذن من أفعال المقاربة وهو أقرب إلى الشروع من (كاد)، ولشدة مقاربته حصوله الفعل، امتنعت في خبره (أن) كأفعال الشروع، وفيه انتظار وتأن مع هذا القرب.
[أفعال الشروع]
وهي الدالة على البدء بالفعل والقيام به، وهي كثيرة أشهرها أخذ، وأنشأ، وجعل، وطفق، وقام، وهب، وعلق.
فأخذ: أصله أخذ الشيء. أي حازه لنفسه وأمسكه، وأخذ في الفعل أي بدأ يفعله فعندما تقول:(أخذ يفعل) كان المعنى كإنما حاز الفعل لنفسه وأخذه فهو يفعله.
وأما جعل وأنشأ فأصل معناهما أوجد قال تعالى:{وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها}[الأنعام: ٩٧]، وقال:{أنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون}[الواقعة: ٧٢]، لكن في (أنشأ) خصوصية أن فيها معنى التربية والتنشئة يقال: نشأ ينشأ أي ربا وشب. فإاذ قلت (جعل يفعل) كان المعنى، كأنه أوجد الفعل يفعله.
وإذا قلت (أنشأ يفعل) كان المعنى، كأنه أوجده وهو يربيه وينشئه، أي هو مستمر عليه وعلى نمائه.
وأما قام فهو من القيام ضد الجلوس، وقد يأتي بمعنى العزم وقد يأتي بمعنى المحافظة والإصلاح، كقوله تعالى:{الرجال قوامون على النساء}[النساء: ٣٤]، ويقال: قام بالفعل أي فعله.
فإذا قلت (قام يفعله) كان المعنى كأنك قلت نهض به، فهو عليه قدير وأنه محافظ على هذا الفعل فهو يفعله.
وأصل طفق: من طفق الموضع أي لزمه، فإذا قلت (طفق يفعل) كان المعنى أنه لزم الفعل وواصله واستمر عليه، قال تعالى:{وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة}[طه: ١٢١] أي لازما هذا الفعل وواصلاه.