للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال أبو العباس: بل المعاني مختلفة لاختلاف الألفاظ، فقولهم: عبد الله قائم، إخبار عن قيامه، وقولهم: إن عبد الله قائم جواب عن سؤال سائل.

وقولهم: إن عبد الله لقائم جواب عن إنكار منكر قيامه، فقد تكررت الألفاظ لتكرر المعاني. قال فما أحار المتفلسف جوابًا" (١).

فإجتماع إن واللام يكون عند المبالغة في التوكيد، وذلك عندما يكون المخاطب منكرا أو منزلا هذه المنزلة.

[زيادة (ما) بعد الأحرف المشبهة بالفعل]

تزاد (ما) بعد الأحرف المشبهة بالفعل، كما تزاد بعد طائفة غير قليلة من الكلم، فهي تزاد بعد طائفة من الحروف والأسماء والأفعال، وهي في كل ذلك إما أن تكون كافة عن العمل أو غير كافة، فمن مجيئها كافة قوله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} [فاطر: ٢٨]، و (صوا كما رأيتموني أصلي) {وربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين} [الحجر: ٢]، و (قلما يسافر خالد).

ومن مجيئها غير كافة قوله تعالى: {فبما رحمة من الله لنت لهم} [آل عمران: ١٥٩]، و (ليتما زيدا قائم بالأمر) و (غضبت من غير ما جرم) و {أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى} [الإسراء: ١١٠].

وهناك فرق رئيس بين (ما) الكافة، و (ما) الزائدة غير الكافة أينما كانت، فإن (ما) الكافة مهيئة لإدخال الكلمة على ما لم تكن تدخل عليه. فالأحرف المشبهة بالفعل مثلا مختصة بالجمل الإسمية، فإن دخلت عليها (ما) هذه وسعت دائرة استعمالها فأدخلتها على الجمل الفعلية أيضا، تقول: (إن محمدا قائم) فإن دخلت (ما) عليها قلت: (إنما محمد قائم) و (إنما يقوم محمد) فهي توسع دائرة التوكيد والترجي والتشبيه، ونحو (لعلما يحضر زيد) و {كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون} [الأنفال: ٦]، وفي غير


(١) دلائل الإعجاز ٢٤٢

<<  <  ج: ص:  >  >>