للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تعلم]

وهو بمعنى (أعلم) وليس أمرا للفعل (تعلم) الذي منه تعلمت النحو والفقه مثاله:

تعلم شفاء النفس قهر عدوها ... فبالغ بلطف في التحيل والمكر

وهو فعل لا يتصرف (١). أما (تعلم) في نحو: تعلم ما ينفعك فهو متصرف، وهناك فرق بين الفعلين، فعندما تقول (تعلم النحو) يكون المعنى خذ بأسباب العلم من الدرس والتحصيل. وتقول: تعلم أن الله يمهل الظالم ولا يهمله، ومعناه: اعلم ذلك. وليس المقصود به ما في الفعل الأول.

جاء في (حاشية الخضري) في الفرق بين الفعلين أن الذي في نحو: تعلم الفقه " أمر بتحصيل العلم في المستقبل بتعاطي اسبابه، والأولى أمر بتحصيله في الحال بما يذكر من المتعلقات. والكثير المشهور دخولها علة أن وصلتها فتسد مسد مفعوليها كقوله:

فقلت تعلم أن للصيد غرة ... والإتضيعها فإنك خاتلة

وفي حديث الدجال: تعلموا أن ربكم ليس بأعور" (٢).

وقيل ورد الفعل الماضي لتعلم " قال يعقوب: تعلمت أن زيدًا خارج، بمعنى علمت" (٣).

ويظهر أن بين (تعلم) و (اعلم) فرقا، فإن المقصود بقولك: (تعلم) تلق ما أخبرك به كما يتلقى المتعلم العلم عن استاذه واحرص على معرفته كما يحرص المتعلم على ما يتعلمه، ففي هذا الفعل مبالغة ليست في (إعلم).


(١) ابن عقيل: ١/ ١٤٨ - ١٤٩، ابن الناظم ٧٨، الرضي على الكافية ٢/ ٣٠٧
(٢) حاشية الخضري ١/ ١٤٩، الأشموني ٢/ ٢٤، حاشية الصبان ٢/ ٢٤، التصريح ١/ ٢٤٧
(٣) التصريح ١/ ٢٤٧، الهمع ١/ ١٤٩

<<  <  ج: ص:  >  >>