للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[النكرة والمعرفة]

[النكرة]

إذا أطلقت النكرة دلت على أحد أمرين:

إرادة الوحدة، أو إرادة الجنس.

فإرادة الوحدة نحو قوله تعالى: {وجاء من أقصا المدينة رجلٌ يسعى} [يس: ٢٠] ونحو: (زارني اليوم رجل غريب).

وإرادة الجنس، نحو قوله تعالى: {والله خلق كل دابة من ماء} [النور: ٤٥]، وقوله تعالى: {ولأمة مؤمنة خيرٌ من مشركة ولو أعجبتكم} [البقرة: ٢٢١].

وقد تحتمل الجنس والوحدة معا كقولك (جاءني اليوم رجلٌ) فهذا يحتمل إنه جاءك رجلٌ واحدٌ، ويحتمل إنه جاءك رجلٌ لا إمرأة.

فإذا كانت النكرة في حيز النفي، أو شبهه، كانت دلالتها على العموم أرجح، وذلك نحو قولك (ما جاءني رجل) فالراجح إنك تريد: لم يجئك أحد من هذا الجنس، وربما دل بوجه مرجوح على أن المعنى: لم يجئك رجل واحد بل أكثر. فإن قلت (ما جاءني رجل بل رجال) دل ذلك على إرادة نفي الواحد نصًا.

جاء في (التصريح) إن النكرة في سياق النفي تعم (١). وجاء في (الطراز): " النكرة إذا أطلقت في نحو قولك: رجل وفرس وأسد ففيها دلالة على أمرين: الوحدة والجنسية. فالقصد يكون متعلقا بأحدهما ويجيء الآخر على جهة التبعية. فأنت إذا قلت: أرجل في الدار أم امرأة؟ حصل بيان الجنسية، والوحدة جاءت تابعة غير مقصودة، وإذا قلت أرجل عندك أم رجلان؟ فالغرض ها هنا الوحدة دون الجنسية. (٢)


(١) التصريح ١/ ٢٦٨، وانظر الاتقان ١/ ١٩٠
(٢) الطراز للعلوي ج ٢/ ١٢

<<  <  ج: ص:  >  >>