للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإنما نفيت القيام عنهما، ولا يلزم من ذلك نفيه عن كل واحد منهما بمفرده" (١).

ومن أقسامها أن تقع جوابا مناقضًا لنعم، ويكثر حذف الجمل بعدها، نحو (أحضر محمد.؟ ) فتقول: (لا)، والأصل: لا لم يحضر؟ (٢).

مما تقدم يتبين لنا أن (لا) تنفي الجمل الإسمية، والفعلية المصدرة بفعل ماض، أو مضارع، وتقع جوابا مناقضا لنعم، وتنفي المفرد من خبر أو حال أو صفة، وتدخل بين الجار والمجرور، وبين المتعاطفين، كائنة حرف عطف، أو غير عاطفة، نحو (أقبل محمد لا خالد) و (ما أقبل محمد ولا خالد) ولا يقع غيرها من حروف النفي في المواقع الأخيرة، أعني نفي المفرد، من خبر، أو حال، أو صفة، أو الدخول بين الجار والمجرور، والتوسط بين المتعاطفين.

[ألا تفعل وألست تفعل]

إن ثمة فرقًا بين قولنا (ألا تفعل) و (ألست بفعل) أي في دخول (لا) النافية على المضارع، ودخول (ليس) عليه بعد همزة الاستفهام، وذلك أن قولك (ألا تفعل) عرض للقيام بالفعل، نحو (ألا تذهب معي) ونحو قوله تعالى: {ألا تقاتلون قومًا نكثوا أيمانهم} [التوبة: ١٣]، وقد تكون للاستفهام المجرد من العرض، نحو (ألا تنوي أخباره بما حدث)؟

وأما (ألستَ تفعل) فمعناه تحقق القيام بالفعل، وذلك نحو قولك: (ألست تذهب إليه)؟ أي أنك تذهب إليه، إلا ترى أنك تقول: (ألا أخبره أباه بما حصل) مستفهما ولا يحسن أن تقول: (ألست أخبره أباه بما حصل؟ ) على هذا المعنى.

جاء في (تفسير الرازي): في قوله تعالى: {ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم} " حكي الواحدي عن أهل المعاني أنهم قالوا: إذا قلت: (ألا تفعل كذا) فإنما يستعمل


(١) بدائع الفوائد ٢/ ٣٤ - ٣٥
(٢) انظر المغني ١/ ٢٤٢

<<  <  ج: ص:  >  >>