للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جاء في (الكشاف): في قوله تعالى: {وتالله لأكيدن أصنامكم} [الأنبياء: ٥٧]، " فإن قلت: ما الفرق بين الباء والتاء؟

قلت: إن الباء هي الأصل، والتاء بدل من الواو المبدلة منها، وإن التاء فيها زيادة معنى وهو التعجب كأنه تعجب من تسهل الكيد على يده، وتأتيه لأن ذلك كان أمرًا مقنوطًا منه لصعوبته وتعذره (١).

ومن التفخيم قوله تعالى: {تالله لتسئلن عما كنتم تفترون} [النحل: ٥٦]، وقوله: {تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك} [النحل: ٦٣].

ويبدو أن القسم بها آكد وأفخم من الواو، لاختصاصها باسم الله سبحانه.

اللام: وهي مختصة بلفظ (الله) تعالى، ولا تستعمل في القسم إلا إذا أريد به معنى التعجب، قال سيبويه: " ولا يجيء إلا أن يكون فيه معنى التعجب، قال أمية بن عائذ:

لله يبقى على الأيام ذو حيد ... بمشمخر به الظيان والآس (٢).

وجاء في (شرح الرضي على الكافية): " قوله وبمعنى (الواو) في القسم للتعجب، نحو (لله لا يؤخر الأجل) قولهم (في التعجب) يعنون في الأمر العظيم الذي يستحق أن يتعجب منه، فلا يقال: لله لقد قام زيد، بل يستعمل في الأمور العظام، نحو: لله لتبعثن (٣).

وقال أيضا: ولام الجر تجيء بمعنى الواو، كما ذكرنا مختصة أيضا بلفظ (الله) في الأمور العظام (٤).


(١) الكشاف ٢/ ٣٣١، وانظر ٢/ ١٤٧، في قوله تعالى: {تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض}.
(٢) كتاب سيبويه ٢/ ١٤٤
(٣) شرح الرضي على الكافية ٢/ ٣٧٠، وانظر شرح ابن يعيش ٢/ ٩٨
(٤) شرح الرضي على الكافية ٢/ ٣٧٠، وانظر شرح ابن يعيش ٢/ ٩٨

<<  <  ج: ص:  >  >>