للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد يعوض عن النطق بحرف القسم مع اسم الله تعالى (ها) التنبيه أو همزة الاستفهام فيقال (ها الله ذا) أي (والله ذا) و (لاها الله ذا) " فإذا جئت بها التنبيه بدلا، فلابد أن تجيء بلفظة (ذا) بعد القسم به، نحو: (لاها الله ذا) (١). وفي (ذا) قولان.

القول الأول: أنها من جملة المقسم به صفة الله تعالى: والمعنى (لا والله الحاضر) لحضوره في لك مكان أو على تقدير (هذا قسمي).

والقول الثاني: أنها من جملة الجواب أي: الأمر ذا.

والقول الأول أرجح، لأن الجواب يؤتى به بعد (ذا) فيقولون (ها الله ذا لأفعلن) ولو كان جوابا لاكتفي به (٢).

وقد يعوض عنه بهمزة الاستفهام منكرًا أو مستفهما، فتقول (آلله كان كذا؟ )

جاء في (شرح الرضي على الكافية) " وأما همزة الاستفهام فأما أن تكون للإنكار كقول الحجاج في الحسن البصري رحم: آلله ليقومن عبيد من العبيد فيقولون كذا وكذا؟ أو للاستفهام كما قال صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن مسعود (رض) لما قال: هذا رأس أبي (آلله الذي إله غيره)؟

فإذا دخلت همزة الاستفهام على (الله) فإما أن تبدل الثانية ألفا صريحة وهو الأكثر، أو تسهل كما هو القياس، في (الرجل) ونحوه" (٣).

وربما أسقط حرف القسم مع لفظ (الله) تعالى من غير تعويض نحو (الله لأفعلن) أي (بالله) فينتصب المقسم به، قال الشاعر:

إلا رب من قلبي له الله ناصح (٤).


(١) شرح الرضي على الكافية ٢/ ٣٧١
(٢) انظر شرح ابن يعيش ٩/ ١٠٥ - ١٠٦، شرح الرضي على الكافية ٢/ ٣٧٢
(٣) شرح الرضي ٢/ ٣٧٢ - ٣٧١، وانظر كتاب سيبويه ٢/ ١٤٥، شرح ابن يعيش ٩/ ١٠٥ - ١٠٦
(٤) انظر شرح ابن يعيش ٩/ ١٠٢ - ١٠٣، شرح الرضي ٢/ ٣٦٤، كتاب سيبويه ٢/ ١٤٤

<<  <  ج: ص:  >  >>