للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد تكون للحقيقة غير مقيدة بزمن، وذلك نحو قوله تعالى: {وليس الذكر كالأنثى} [آل عمران: ٣٦]، وقوله: {ليس كمثله شيء} [الشورى: ١١].

[ما]

تنفي الجمل الإسمية والفعلية.

فإذا دخلت على الجمل الإسمية كان نفيها للحال عند الإطلاق، وإذا قيدت كانت بحسب القيد، تقول (ما هو مسافرًا) أي الآن، وتقول (ما هو مسافرا غدا) قال تعالى: {وما هم بخارجين من النار} [البقرة: ١٦٧]، أي في الاستقبال.

وقد تكون للمضي نحو (ما سعيد ظلمني حقي بل خالد).

وقد تكون للحقيقة غير مقيدة بزمن، كقوله تعالى: {ما هن أمهاتهم} [المجادلة: ٢]. وهي آكد من (ليس) فإنها تقع جوابًا للقسم، تقول: (والله ما هو بمنطلق) بخلاف (ليس) وقد ذكرنا ذلك في بحث (ليس) والمشبهات بها.

وهي أوسع استعمالا منها أيضا، فـ (ليس) مختصة بنفي الجمل الإسمية، وأما (ما) فتنفي الجمل الفعلية والإسمية.

وإذا دخلت على الفعل المضارع خلصته للحال عند الجمهور (١). قال تعالى: {قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول} [هود: ٩].

قال سيبويه: " وإذا قال (هو يفعل) أي هو في حال فعل فإن نفيه (ما يفعل)، وإذا قال (هو يفعل) ولم يكن الفعل واقعًا فنفيه (لا يفعل) (٢).


(١) انظر المفصل ٢/ ١٩٩، المغني ١/ ٣٠٢
(٢) كتاب سيبويه ١/ ٤٦٠

<<  <  ج: ص:  >  >>