للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا تلحق ذا اللام (١) فلا يقال (هذلك) مما يدل على أن (ذلك) للبعد، لأن التنبيه والعبد يتنافيان، ولا مان من اقتران التنبيه بالمتوسط.

ويجوز أن ينوب اسم الإشارة الدال على القرب عن الدال على البعد وبالعكس فتنوب هذا عن ذلك وذلك عن هذا (٢)، وذلك لما ذكرناه من قصد التعظيم أو التحقير.

وذكروا موضعا لا تجوز فيه نيابة هذا عن ذلك ولا ذلك عن هذا، وذلك أنك لو رأيت رجلين تنكر أحدهما لقلت للذي تعرف: من هذا الذي معك؟ ولا يجوز ههنا، من ذلك لأنك تراه بعينه" (٣).

[ذه وتلك]

ويشار إلى المؤنث القريب بذي، وذه، وتي، وتا، وتلحقها ها التنبيه كثيرًا، فيقال: هذي وهذه وهاتي وهاتا قال تعالى: {هذه ناقة الله لكم آية} [الأعراف: ٧٣].

ويشار إلى البعيد بتلك، قال تعالى {تلك إذا كرة خاسرة} [النازعات: ١٢]ـ وقال {ألم أنهكما عن تلكما الشجرة} [الأعراف: ٢٢].

وتكون للجمع أيضا نقول (هذه جذوع منكسرة) و (تلك النوافذ محطمة).

وللمثنى المذكر ذان، والمؤنث تان، وتلحقهما ها التنبيه، فيكونان للقرب نحو هذين وهاتين قال تعالى: {إن هذا لساحرن} [طه: ٦٣]، وقال: {إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين} [القصص: ٢٧]

وللبعد ذانك وتانك قال تعالى: {فذانك برهانان من ربك} [القصص: ٣٢]، ويقال (تانك الشجرتان مثمرتان).


(١) انظر الهمع ١/ ٧٦، الرضي على الكافية ٢/ ٣٢، الأشموني ١/ ١٤٤
(٢) الرضى على الكافية ٢/ ٣٢، وانظر الهمع ١/ ٧٧
(٣) معاني القرآن للفراء ١/ ١١

<<  <  ج: ص:  >  >>