وحكم لعل ولكن لا يختلف عن حكم أخواتهما السابقات، فإن كففتهما بـ (ما) استعملتا لأحد غرضين:
التهيئة للدخول على الجمل الفعلية وتوسيع دائرة الترجي والاستدراك نحو قولك (لعلما يحضر أخوك) وقولك (أنا لا أسعى إلى هذا ولكنما أسعى إلى المجد)، فالعناية منصبة ههنا على ترجي الفعل واستدركه لا على الشخص المترجى أو المستدرك، بخلاف ما لو قلت مثلا (ولكني أسعى) فإن العناية ستكون منصبة على المتكلم، لا على الأمر المستدرك.
والغرض الآخر هو الدلالة على حصر الترجي والاستدراك، تقول:(لعلما سعيد فائز) فأنت ههنا تقصر ترجيك على هذا بخلاف ما لو قلت: لعل سعيدا فائز، إذ ليس ههنا حصر للترجي، وكذلك بالنسبة للاستدراك.
فإن لم تكن (ما) كافة كانت مؤكدة للترجي والاستدراك.
والخلاصة مما مر:
إن (ما) تدخل على الأحرف المشبهة بالفعل، ولها حالتان:
١ - الكف عن العمل ولها غرضان:
الأول: التهيئة وتوسيع دائرة الاستعمال بعد أن كان استعمالها مقيدًا بنوع من الجمل فيطلق الترجي والتمني، والتشبيه، والاستدراك، بعد أن كان مقيدًا وذلك بدخولها على الجمل الفعلية.
والغرض الثاني أنها تفيد الحصر، ولا يقتصر الحصر على (إنما وأنما) بل قد يكون أيضا في التمني والترجي والتشبيه والاستدراك كما مر.
٢ - عدم الكف: وعند ذلك يبقى كل حرف على معناه واستعماله ويكون الغرض توكيد معنى ذلك الحرف وتقويته.
وبقاء الجملة على ما هو عليه من دون تغيير يدل على أن المعنى لم يتغير وإنما أريد تقوية هذا المعنى وتوكيده.