للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن طريقة التعبير بهذه اللفظة محددة، ليس لك العدول عنها، فلابد أن تأتي بالفعل (حب) فـ (إذا) ثم المخصوص، وليس لك أن تفصل بين حب وذا، فلا تقول: حب اليوم ذا خالد، وليس لك أن تقدم المخصوص، فلا تقول (خالد حبذا) وليس لك أن تؤنث الفعل أو تثنية أو تجمعه، كما أنه ليس لك أن تغير (ذا) فلا تؤنثه ولا تثنيه، ولا تجمعه فهو أشبه شيء بالمثل كما يقول النحاة (١).

إن هذه اللفظة لفظة مركبة فقد فيها كل من عصري التركيب خصائصه، فليس في (حب) خصائص الفعل، ولا في (ذا) خصائص اسم الإشارة وذلك أنه:

١ - لا يجوز تأنيث (حب) إذا كان المخصوص مؤنثا، فلا تقول: حبت ذي هند.

٢ - تدخل عليه (لا) النافية إذا أردت الذم فتقول (لا حبذا) و (لا) النافية لا تدخل على الفعل الماضي، إلا إذا تكرر أو أريد به الدعاء، ولا تدخل على فعل جامد، وهذا فعل ماض جامد ومع ذلك قد دخلت عليه (لا).

٣ - إن اسم الإشارة (ذا) لا يتغير بتغير المخصوص، فلا يؤنث، ولا يثني، ولا يجمع.

٤ - لا يفصل بين الفعل و (ذا).

من هذا يتبين أن (حب) و (ذا) كلمتان تركبتا لإفادة المدح، ويؤتى بالمخصوص بعدهما.

[المخصوص بالمدح]

يؤتى بالمخصوص بعد حبذا نحو قوله:

يا حبذا جبل الريان من جبل ... وحبذا ساكن الريان من كانا


(١) كتاب سيبويه ١/ ٣٠٢

<<  <  ج: ص:  >  >>