للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يجوز أن يتقدم المخصوص على الفعل، فلا تقول (محمد حبذا) كما لا يجوز أن يدخل عليه فعل ناسخ، فلا تقول (بحذا كان محمد) كما يقال؛ (نعم الرجل كان محمد) (١).

وقد يستغني عنه إذا دل عليه دليل نحو قوله:

ألا حبذا لولا الحياء وربما ... منحت الهوى من ليس بالمقارب

وقوله:

فحبذا ربا وحب دينا

ويجوز أن يقع اسم الإشارة فيقال: (حبذا هذا القادم) و (حبذا هذا المسافر).

قال:

فيا حبذا ذاك الحبيب المبسمل

وقال:

ألا حبذا يا عز ذاك التساتر ((٢).

وهذا يدل على أن (ذا) خلع عنها معنى الإشارة، إذا لو كانت باقية على معنى الإشارة لكان التعبير ضعيفا سمجا.

وقد يؤتى قب المخصوص، أو بعده، باسم نكرة منصوب مطابق له في المعنى نحو: (حبذا رجلين الخالدان) و (حبذا الخالدان رجلين)، وقد اختلف في هذا الإسم النكرة فقيل: هو تمييز مطلقا وقيل: حال مطلقا: إن كان مشتقا فهو حال، وإن كان جامدًا فهو تمييز، وقال أبو حيان: " المشتق إن أريد تقيد المدح به حال. وغيره وهو الجامد.

والمشتق الذي لم يرد به ذلك، بل تبيين حسن المبالغ في مدحه تمييز.


(١) انظر شرح ابن يعيش ٧/ ١٣٩، التصريح ٢/ ٩٩
(٢) الهمع: ٢/ ٨٩

<<  <  ج: ص:  >  >>