للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من باب الترجي. وحديث (لعلنا أعجلناك) من باب الاشفاق، أي اشفق من أن يكون أعدله. وقوله تعالى: {وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون} أي تفعلون فعل من يرجو الخلود ويتوقعه.

ولو أردنا تجزئة المعاني، لأمكننا توسعة ذلك إلى أكثر مما قيل.

[لكن]

المشهور إن (لكن) للاستدراك واختلف في تفسير الاستدراك. فقيل: " وتعقيب الكلام برفع ما يتوهم عدم ثبوته أو نفيه كقولك:

ما زيد شجاعا ولكنه كريم، فإنك لما نفيت الشجاعة عنه، أوهم ذلك نفي الكريم لأنهما كالمتضايفين، فلما أردت رفع هذا الإيهام عقبت الكلام بلكن مع مصحوبها" (١).

وقيل: هو مخالفة حكم ما بعد لكن لحكم ما قبلها (٢)، قيل: " ولذلك لابد أن يتقدها كلام ملفوظ به، أو مقدر ولابد أن يكون نقيضا لما بعده، أو ضدًا له، أو خلافا على رأي نحو (ما هذا ساكن لكنه متحرك) و (ما هذا أسود لكنه أبيض)، وما هذا قائم لكنه شارب". (٣)

وقيل تأتي للتوكيد على قلة نحو: (لو جاء زيد لأكرمته لكنه لم يجيء) إذ عدم المجيء معلوم من لو ألا متناعية (٤).

وقيل هي لتوكيد دائما مثل (أن) ويصحب التوكيد معنى الاستدراك (٥).

والصواب أن الأصل فيها أن تكون للاستدراك وقد تكون للتحقيق. فهي للاستدراك


(١) ابن الناظم ٦٥، التصريح ١/ ٢١١ - ٢١٢، الصبان ١/ ٢٧٠
(٢) المغنى ١/ ٢٩٠، ٢٩١، الصبان ١/ ٢٧٠
(٣) الهمع ١/ ١٣٢ - ١٣٣، وانظر حاشية الخضري ١/ ١٢٩
(٤) المغنى ١/ ٢٩٠ - ٢٩١، والتصريح ١/ ٢١١ - ٢١٢، الأشموني ١/ ٢٧٠، الصبان ١/ ٢٧٠، الهمع ١/ ١٣٢ - ١٣٣، حاشية الخضري ١/ ١٢٩
(٥) المغنى ١/ ٢٩٠ - ٢٩١، البرهان ٢/ ٤٠٨

<<  <  ج: ص:  >  >>