للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونحوها من الكلمات، أو يخيلوا أخالة أو يظفر منهم بالزمرة، أو الابتسامة، أو النظرة الحلوة، فإذا عثر على شيء من ذلك منهم لم يبق للطالب ما عندهم شك في النجاح والفوز بالمطلوب فعلى مثله ورد كلا مالك ذي العز والكبرياء، أو يجيء على طريق الأطماع دون التحقيق لئلا يتكل العباد، كقوله: {يا أيها الذين أمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم} [التحريم: ٨].

فهم في صورة المرجو منهم أن يتقوا ليترجح أمرهم" (١).

وقيل تأتي للاستفهام، وأثبته الكوفيون، وجعلوا منه قوله تعالى: {لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا} [الطلاق: ١]، وحديث: (لعلنا أعجلناك) (٢).

جاء في (شرح الرضي على الكافية): " وقيل إن لعل تجيء للاستفهام تقول: لعل زيدا قائم أي هل هو كذلك" (٣).

وقيل تأتي للتشبيه، وجعلوا منه قوله تعالى: {وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون} [الشعراء: ١٢٩]، يعني كأنكم (٤).

وقيل هي كلمة شك جاء في (لسان العرب): "قال الجوهري: لعل كلمة شك .. وهي كلمة رجاء، وطمع، وشك، وقد جاءت في القرآن بمعنى كي (٥) ".

والبصريون يرجعون كل هذه المعاني إلى الترجي والإشفاق (٦)، وهو الصحيح فإنها للتوقع مطلقا ويمكن رجع كل ما ذكر إلى هذا المعنى من ترج أو إشفاق فنحو قوله تعالى: {لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا} وقوله: {وما يدريك لعله يزكى} [عبس: ٣].


(١) الكشاف ١٧٧ - ١٧٨
(٢) المغنى ١/ ٢٨٨، التسهيل ٦١، الهمع ١/ ١٣٤
(٣) الرضي على الكافية ٢/ ٣٨٤
(٤) الاتقان ١/ ١٧٢
(٥) لسان العرب لعل ١٤/ ١٢٨، وانظر الهمع ١/ ١٢٤
(٦) الهمع ١/ ١٣٤

<<  <  ج: ص:  >  >>