للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فمعنى (ما أبغضني له) أنك تبغضه، ومعنى (ما أبغضني إليه) أنه يبعضك.

وتقول: (ما أحب خالدًا لعمرو) إذا كان خالد يحب عمرا، وتقول: (ما أحب خالد لى عمرو) إذا كان عمرو يحب خالدا.

جاء في (الكتاب): " تقول (ما أبغضني له) و (ما أمقتني له) و (ما أشهاني لذلك) إنما تريد أنك ماقت، وأنه مبغوض، وأنك مشته، فإن عنيت غيرك قلت (ما أفعله) فإنما تعني به هذا المعنى، وتقول: ما أمقته وما أبغضه إلي، إنما تريد أنه مقيت، وأنه مبغض إليك، كما أنك تقول: ما أقبحه وإنما تريد أنه قبيح في عينك (١).

فإن أفهم فعل التعجب علما أو جهلا تعلق بالباء، تقول: (ما أعلمه بالشعر) و (ما أعرفه بالفقه) و (ماأجهله بالانساب).

والخلاصة أن فعل التعجب إذا كان يتعدى في الأصل إلى المفعول بنفسه، تعدى إليه الآن باللام، نحو (ما أبغض خالدًا لسالم) و (ما أضرب محمدًا لخالد) لأن الأصل أبغض خالد سالمًا، وضرب محمد خالدًا، فسالم مفعول به لأبغض، وخالد مفعول به لضرب فتعدي إليه الان باللام.

وإذا كان الفعل يفهم علما أو جهلا تعدى إلى مفعوله بالباء نحو: ما أبصره بالفقه وما أجهله بالشعر.

وإن لم يكن متعديا بنفسه بل بحرف جر، بقي ذلك الحرف نفسه، نحو: (ما أرغب خالدا في الخير) و (ما أعزه علي) و (ما أسرعه إلى العون) (٢).

٢ - أفعل به.

الصيغة الثانية من صيغ التعجب (أفعل به) (افعل) بفتح الهمزة، وكسر العين، وسكون الآخر نحو (أكرم بمحمد) قال تعالى: {أسمع بهم وأبصر} [مريم: ٣٨].


(١) كتاب سيبويه ٢/ ٢٥١ - ٢٥٢ وانظر الهمع ٢/ ٩١
(٢) انظر الهمع ٢/ ٩١، شرح الأشموني ٣/ ٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>