للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والصحيح جواز ذكره (١) إذا عُلم ووجوب ذكره إذا جهل، قال الشاعر:

تعز فلا شيء على الأرض باقيًا ... ولا وزر مما قد قضى الله واقيًا.

و(لا) هذه التي يقال عنها إنها تعمل عمل ليس، تنفي الجنس برجحان ويحتمل أن يكون نفيها للوحدة فإن قلت: (لا رجل حاضرًا) نفيت أن يكون أحد من جنس الرجال حاضرًا ويجوز أن يراد بذلك لا رجل واحد وهو امر مرجوح ولا فرق بين قولنا (لا رجل حاضر) و (لا رجل حاضرا) فإن كليهما لنفي الجنس، غير أن في الجملة الأولى هذا الاحتمال من وظن أن العاملة عمل ليس لا تكون إلا للوحدة كان غالطًا (٢).

[لات]

أن هذا الحرف من ابتداعات العربية، ولا يوجد له نظير في سائر اللغات السامية، كما هو مفهوم من قول براجشتراسر قال: "وقد اشتقت العربية من (لا) أدوات أخرى للنفي لا توجد في سائر اللغات السامية إلا ليس" (٣) وقال: "فلات مقصورة على نفي وجود الحين نحو (لات حين مناص) ويقابل هذه العبارة في العبرية مثل (loetheasel hammiqne) أي لات حين جمع المال.

فلات يقابلها (ةا) - المطابقة (لا) بدون التاء" (٤).

يرى الجمهور إن هذا الحرف مركب من (لا) النافية وتاء التأنيث، وهذه التاء لتأنيث الكلمة، ومثلها تاء ثمت وربت، وقيل دخلت للمبالغة في النفي كما قالوا علامة ونسابة. وذهب آخرون إلى أنها (لا) والتاء الزائدة في أول الحين، وقال آخرون هي فعل وهؤلاء على قولين أحدهما أنها في الأصل لات يليت بمعنى نقص، والآخر: أن أصلها ليس


(١) الأشموني ١/ ٢٥٣ - ٢٥٤، التصريح ١/ ١٩٩، ابن عقيل ١/ ١٢١ - ١٢٢، الهمع ١/ ١٢٥، المغني ١/ ٢٣٩ - ٢٤٠
(٢) التصريح ١/ ١٩٩، الرضي على الكافية ١/ ١٢٠
(٣) التطور النحوي ١١١
(٤) التطور النحوي ١١٥

<<  <  ج: ص:  >  >>