وكلا التعبيرين بدرجة واحدة بالنسبة إلى المخاطب، فكلاهما إخبار أولي والمخاطب خالي الذهن عن الموضوع، ويسمى هذا الضرب من الخبر " الخبر الابتدائي" إلا أن الفرق بينهما - كما ذكرت - أن الفعل يدل على الحدوث، والاسم يدل على الثبوت.
[دلالة الجملة العربية]
ينظر إلى دلالة الجملة العربية من جهتين:
١ - الدلالة القطعية والاحتمالية.
٢ - الدلالة الظاهرة والباطنة.
وسننظر في هذين النوعين.
[١ - الدلالة القطعية والاحتمالية]
المدقق في الجملة العربية ودلالتها على المعنى يرى أنها على ضربين:
أ - تعبير نصي أو قطعي أي يدل على معنى واحد.
ب - تعبير احتمالي أي يحتمل أكثر من معنى.
وهذا خط واضح في طبيعة دلالة الجملة العربية يبرز للمستقري بصورة جلية، فمن ذلك على سبيل المثال أنك لا تقول:(اشتريت قدح ماء) بالاضافة (واشتريت قدحا ماء) فالجملة الأولى تعبير إحتمالي، لأنها تحتمل أنك اشتريت ماء مقدار قدح، وتحتمل أنك اشتريت القدح أي الإناء. أما الجملة الثانية فدلالتها قطعية لأنها لا تحتمل إلا أنك اشتريت ماء مقدار قدح. جاء في (شرح الأشموني):
" النصب في نحو ذنوب ماء، وحب عسلا، أولى من الجر، لأن النصب يدل على أن المتكلم اراد أن عنده ما يملأ الوعاء المذكور من الجنس المذكور، وأما الجر فيحتمل أن يكون مراده ذلك وأن يكون مراده بيان أن عنده الوعاء الصالح لذلك (١).