للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وألا يكون مؤنثا على فعلانة، وبعض العرب، وهو بنو أسد يجيزون أن يكون لكل فعلان مؤنث على فعلانة فهي على هذا جائزة التنوين أبدًا، وإنما يحذف تنوينها أحيانا وعلى قلة رعاية لزيادة الألف والنون (١).

وهذا قلب للقاعدة فإن قال " فهي على هذا حائزة التنوين أبدا وإنما يحذف تنوينها أحيانا وعلى قلة: فجعل كلام بني أسد أو بعض بني أسد هو القاعدة العامة، وجعل كلام سائر العرب قليلا في حين أن كلام سائر العرب عدم الصرف وبه ورد التنزيل العزيز، قال تعالى: {فرجع موسى إلى قومه غضبان آسفا} [طه: ٨٦]، وقال: {كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران} [الأنعام: ٧١] فمنع صرف غضبان وحيران.

[التأنيث]

وقد ذهب في المختوم بالفي التأنيث مذهبا مغايرا لما قرره، فقد ذهب إلى أن المختوم بألف التأنيث المقصودة، إنما حرم التنوين لأن التنوين يستدعي حذف ألفه، ولذا منع من الصرف قال: " أما ألف التأنيث المقصودة فالتنوين يستدعي حذفها، وقد أتت لغرض يهتم به العرب، ويعنون به فوق عنايتهم بالتعريف والتنكير وهو التأنيث ..

فهذا واضح في الألف المقصودة والألف الممدودة، وهي من المقصورة فاستصبحت حكمها (٢).

فإنه لما لم يستطع أن يقول أن نحو ذكرى، وجرحى، وعلماء معارف ذهب هذا المذهب، فإن التأنيث على حد قوله مهم، وهو أهم من التعريف والتنكير، فإذا لحق التنوين ما فيه ألف التأنيث المقصورة حذفت ألفه، ولذا حرم التنوين كي ينطق بالألف، وهذا مردود من وجوه منها:


(١) إحياء النحو: ١٨٧ - ١٨٨
(٢) إحياء النحو ١٨٩ - ١٩١

<<  <  ج: ص:  >  >>